يشتكي العديد من مستخدمي البريد المركزي من الأوضاع المزرية التي آل إليها هذا المركز، حيث شهد في الآونة الأخيرة حركة غير اعتيادية انجرت عنها مشاكل بالجملة، بداية من الفوضى العارمة نتيجة غياب التذاكر من جهة، مع انتشار إشاعة حالات لاختلاس أموال المواطنين من جهة ثانية، ما أثار سخط المواطنين وجعلهم بمثابة أعوان أمن لأنفسهم، خوفا على ممتلكاتهم من السرقة، فكل هذه المشاكل وأخرى أرهقت كاهل المواطن، وجعلته يعيش حالة من الخوف واللاأمن على أمواله. أوضح عدد من مستخدمي البريد المركزي في تصريح ل (أخبار اليوم) عن المشاكل التي يواجهها المواطنون يوميا في هذا المركز، وقالوا بأن هذا المركز متميز عن غيره من المراكز البريدية الأخرى بسوء التنظيم والفوضى العارمة، التي تنجر عنها يوميا مشاكل بالجملة، فالمواطن إذا ما تقدم إلى هذا المركز البريدي بالذات لابد عليه أن يكون متأهبا ومستعدا كل الاستعداد، وكأنه سيدخل إلى معركة لا إلى مركز بريد، فعادة تواجهه صعوبة في سحب أمواله من جراء الطوابير الطويلة غير المنتظمة الممتدة حتى خارج المدخل الرئيسي لهذا المركز البريدي، وما زاد من ظاهرة الفوضى عدم وجود آلة سحب التذاكر التي تحافظ على النظام. والشيء الملفت للانتباه أن المواطن عندما يتقدم إلى الرواق لكي يسحب أمواله من حسابه البريدي لا بد له أن ينتظر حوالي ساعتين على الأقل، أما الأمر الذي أحدث صاعقة في نفوس المواطنين، هو أن المواطن عندما يضع بطاقة تعريفه أو رخصة سياقاته مرفقة بصكه البريدي يتفاجأ بضياعها وسرقتها هذا من جهة بسبب الكم الهائل من المواطنين في الطابور، ومن جهة أخرى عندما يقدم رقم حسابه إلى عمال الأكشاك البريدية حتى يحمي رصيده من السرقة يتفاجأ في بعض الأحيان بعدم وجود الرصيد في حسابه دون توقيع منه على الصك البريدي، ولا حتى بترخيص منه لشخص آخر بحمل المبلغ من حسابه، مع العلم أن مدة طلب رصيد حساب المعني الذي يحتوي على مبلغ من المال لا تتجاوز حوالي 5 دقائق عن مدة سرقة المبلغ المودع في حسابه، أما إذا تقدم هذا المواطن الذي تعرض للسرقة إلى المديرية العامة لبريد الجزائر الواقعة بساحة الشهداء، لتأكيد وصول الصك على مستوى هذه المديرية، فيجده لم يصل إلى هذه المديرية.. إضافة إلى هذه العثرات، هناك أمر آخر ألا وهو العطب المتكرر الذي تشهده آلات السحب المغناطيسية التي تترك المواطن حتى يدخل رقمه الحسابي ثم ينقطع التيار الكهربائي وبالتالي تبقى الأموال عالقة حتى يعود التيار الكهربائي، وأيضا ليست الأولى من نوعها، وكأن هناك يد خفية تقوم بهذا العمل بطريقة عمدية، وكأن المفتعل ينتظر المواطن حتى ينصرف ليعيد التيار الكهربائي، وبالتالي يخرج المبلغ من آلة السحب دون علم المعني بالأمر. وأضاف نفس المشتكين بأنهم قد تقدموا بشكاوي على مستوى مراكز الشرطة، لوضع حد لمثل هذه التصرفات ، فالأمر لم يعد محتملا، لأن المواطن لا بد له أن يضمن حقه من خلال دولة القانون، بطرق قانونية. ويطالب المواطن الجزائري السلطات المعنية بما فيها الوزارة الوصية، التدخل العاجل بإيجاد حل فوري لهذه المهزلة قبل تأزم الأوضاع واختلاط الحابل بالنابل، ووصول الأمر إلى ما لا يحمد عقباه، لأن المواطن الجزائري لا بد له أن يعيش في حالة من الأمن والطمأنينة.