يعد طبق البوراك من الأطباق الرمضانية المعروفة فحضوره أساسي في اغلب الموائد الجزائرية وتعد مادة الديول من بين المواد الضرورية اللازمة في تحضيره، لذلك يقابلنا بكثرة في أيام رمضان تجار تلك المادة الغذائية التي تعرف رواجا كبيرا في رمضان في كل مكان. ويبدو أن ربات البيوت اللواتي يمتهنَّ تلك الحرفة تأثرن هن كذلك بلهيب الأسعار الذي مس مختلف المواد، فقررن رفع سعر تلك المادة التي كانت لا تتعدى في أحسن الأحوال 40 دينارا جزائريا. إلا أن الأمر يختلف في هذه السنة حيث هبت ربات البيوت إلى رفع سعر الديول تأثرا بتجار المواد الاستهلاكية بحيث رفع سعرها في بعض النواحي إلى 70 دينارا وأستقر في نواحي أخرى ب60 دينارا وهو الثمن الذي يراه جل المواطنين مرتفعا نوعا ما مقارنة مع الأسعار التي تداولت عليها تلك المادة في السنوات الماضية. لم تسلم حتى تلك المادة من الزيادة في أسعارها خلافا للسنوات الماضية التي عرفت فيها استقرارا في الأسعار بعد أن كانت تتداول ب40 ديناراً وتنخفض في بعض النواحي إلى 30 ديناراً بغرض جلب الزبائن، إلا انه في هذه السنة اختلف الأمر وارتفع سعرها إلى 70 و60 ديناراً، ذلك ما أدهش المواطنين في بداية الشهر الكريم وتعجبوا من رفع أسعار تلك الوريقات التي لا يتعدى سمكها مليمترا واحدا. بحيث قدر سعر 12 وريقة ب70 ديناراً، ذلك ما لا يتلاءم مع طبيعة المادة. انتقلنا إلى بعض الأسواق عبر العاصمة فوجدنا طاولات عرض مادة الديول تنتشر في كل مكان فلا تفصل بين طاولة وأخرى إلا مسافة قليلة واجتمع أصحاب تلك الطاولات على سعر واحد ب 70 ديناراً لاسيما في الأيام الأولى من الشهر التي يكثر فيها التهافت على تلك المادة لتحضير البوراك كطبق ضروري على المائدة الرمضانية. إلا أن سعر الديول الذي ارتفع دون سابق إنذار جعل المواطنين يبتعدون عن التحضير اليومي لتلك المادة، قال عمر توقعنا الزيادة في أسعار كل المواد لكن أن تطال الزيادة حتى الديول فذلك ما لم نكن نتوقعه نهائياً، ففي حين كانت تتداول المادة ب40 دينارا قبل رمضان وصلت الى70 دينارا في اليوم الأول منه. فإلى أين يلتفت المستهلك الجزائري في ظل لهيب الأسعار الذي مس كل شيء؟ وقال انه وبعد أن أدمن يوميا على تناول تلك الوجبة يتوجب عليه وأسرته استهلاكها يوم بيوم فهو لا يسعه دفع 140 دينار يوميا لجلب دزينتين "طزينتين" من الديول بالنظر إلى تعداد أفراد أسرته. اقتربنا من صاحب إحدى الطاولات لمعرفة أسباب رفع تلك المادة فقال أن التكاليف والجهد الذي يتطلبهما إعدادها يوجب على محترفات صناعة الديول رفع أسعارها فهي تتطلب صينية خاصة للتحضير وصل ثمنها قبيل رمضان إلى 2000 دينار جزائري بالإضافة إلى تكاليف الفرينة كمادة ضرورية لتحضير الديول ذلك ما جعلهن يرفعن السعر في هذه السنة. لكن لا ننفي أن هناك من ربات البيوت من حافظن على السعر القديم (40 ديناراً) للمحافظة على الزبائن ولم يسرن على خطى التجار الجشعين لتمكين الكل من تذوق تلك الوجبة الرمضانية اللذيذة.