قالت مصادر إعلامية مصرية أن أجواء من التوتر المكتوم تخيم على العلاقات المصرية السعودية منذ لقاء القمة بين الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بشرم الشيخ في 28 جويلية الماضي، في ظل تحفظ مصر على مساع سعودية لعقد قمة ثلاثية بحضور الرئيس السوري بشار الأسد تنهي القطيعة المستمرة بين القاهرة ودمشق منذ عام 2006، ويعني ذلك أن دولة مصر تواجه أزمات سياسية "صامتة وناطقة" مع ما لا يقل عن ثلاثة بلدان عربية، فإضافة إلى السعودية وسوريا، باتت العلاقات بين الجزائر ومصر على كف عفريت من جديد، بعد أن اختلط الجد باللعب وأصبحت العلاقة بين شعبين شقيقين ودولتين محوريتين في الوطن العربي رهينة كرة القدم. والعجيب في الموضوع أن مصر تبتعد عن أشقائها العرب في الوقت نفسه الذي تقترب فيه من الكيان الصهيوني ومن بعض الأنظمة الغربية المعادية للعرب والمسلمين، ولا نقول هذا الكلام من باب التحامل على النظام المصري أو من باب الحرب الإعلامية الجديدة التي اشتعلت بين الإعلام الجزائري و"شقيقه" المصري، بل من باب كشف الحقائق التي لا تخفى على المصريين أنفسهم، حيث طالعتنا صحيفة المصريون المصرية في عددها الصادر أمس بخبر يقول أن الرئيس المصري حسني مبارك يكون قد أبلغ الملك السعودي عبد الله بأن تطبيع العلاقات مع سوريا ممكن لكن بشروط، وما كان الأمر ليثير الاستغراب لو أن مصر تُخضع تطبيع علاقاتها الحالية مع سلطات الكيان الصهيوني لشروط أيضا! وحسب الصحيفة المصرية، فإن شروط مبارك للتصالح مع سوريا تتمحور حول ما أسماه رئيس مصر بتوقف سوريا عن "ممارسة العبث" في الساحة الفلسطينية، في ظل اتهامها بالضغط على حركة "حماس" لعدم التوقيع على ورقة المصالحة المصرية، والمبادرة إلى اتخاذ إجراءات كدليل على حسن النية تجاه مصر، وعدم الإضرار بمصالحها في المستقبل. وحتى إذا صدّقنا أن سوريا تعبث في فلسطين، فإن العبث الصهيوني في الأرض المقدسة أكبر وأبشع، فلماذا لا يطلب رئيس مصر من إسرائيل الكف عن العبث في فلسطين؟!