ذكرت مصادر سورية، أن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز سيقوم بزيارة عمل إلى دمشق خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث يعقد لقاء قمة بينه وبين الرئيس السوري بشار الأسد. وأكدت ذات المصادر، إن البحث في القمة السعودية السورية سيتناول بالإضافة إلى العلاقات الثنائية، ثلاثة ملفات رئيسة هي الأوضاع في العراق والأراضي الفلسطينية ولبنان. واعتبرت المصادر إن زيارة العاهل السعودي إلى دمشق في هذا الوقت تحمل مؤشرات عدة، أهمها الدلالة على التحسن الكبير الذي طرأ على العلاقات بين البلدين، بعد أربع سنوات من القطيعة والتوتر، وكذلك بروز توافق سوري - سعودي على حل الملفات الخلافية التي وتّرت العلاقات بين دمشق والرياض في الماضي، وفي مقدمتها الملف اللبناني، إضافة إلى ما اعتبرته تأييداً سعودياً ضمنياً لوجهة النظر السورية في ما يخص أزمة العلاقات السورية العراقية. وكشفت إن سوريا تلعب دوراً في التخفيف من الأجواء الدبلوماسية والإعلامية المتوترة بين السعودية وإيران، وبالمقابل تبذل السعودية جهوداً مكثفة لتقريب وجهات النظر السورية والمصرية. ويأتي هذا في الوقت الذي أكدت فيه مصادر سورية إن زيارة العاهل السعودي إلى دمشق ليست مرتبطة بتشكيل الحكومة اللبنانية، موضحة أنها ستتم في أي وقت يناسب جدول أعمال الرئيس بشار الأسد والملك السعودي. وقالت المصادر »إن الزيارة المرتقبة لخادم الحرمين الشريفين، هدفها تعزيز العلاقات الثنائية السورية السعودية، والتشاور حول أوضاع المنطقة، والدور الذي يمكن للبلدين الشقيقين القيام به من أجل تعزيز الموقف العربي في مختلف القضايا، وفي مقدمتها قضية السلام والرفض الإسرائيلي للمبادرة الأمريكية والتهديدات التي تواجه المنطقة بسبب سياسات إسرائيل، كما سيتم البحث في العلاقات العربية والوضع في لبنان«. وأضافت أن العلاقة بين دمشق والرياض »لا تمر عبر بيروت، وأن سورية والسعودية متفقتان على أن شؤون لبنان تدار من قبل اللبنانيين«. وكان الرئيس السوري قد عقد الأسبوع الماضي لقاء مطولا مع العاهل السعودي على هامش مشاركته المفاجئة في افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بالرياض. ووصفت المصادر أجواء اللقاء ب »الإيجابية« مشيرة إلى أن اللقاء كان »ناجحا بكل المقاييس«، وأنه »تطرق لمجمل الأوضاع العربية والإقليمية«، حيث شددت المصادر على أن العلاقات السورية السعودية »تأخذ إطاراً عربياً وإقليمياً شاملاً ولا تقتصر في البحث على ملف بحد ذاته«.