تعرف مناطق مختلفة من العاصمة، في الفترة الأخيرة موجة غضب وحالة غليان ما بين سكان بعض الأحياء السكنية، بعد أن تحوّلت بعض البنايات المهجورة والتي رحل سكانها لسكنات جديدة، وتركت هذه المساحات بدون عملية استغلال إلى أماكن لممارسة الأفعال المخلة بالحياء وتناول الممنوعات من طرف بعض المنحرفين مستغلين غياب أية رقابة أو سياسة إعادة استرجاع هذه المساحات التي باتت تشكل خطرا على حرمة العائلات الجزائرية. وقد اتخذ الكثير من المنحرفين والمجرمين من المباني والمنازل المهجورة أوكارا لهم للقيام بأفعالهم المشينة، فلم تسلم منهم حتى السكنات الجديدة التي لم تستغل بعد من طرف أأصحابها، إذ يستغلون هذه الأماكن بسبب قلة الحركة بها لتناول المخدرات وشرب الخمور، وتكون أوقات ارتياد هذه الأماكن من قبلهم خاصة فترة الظهيرة وبالليل وتعد هذه الأماكن مساحة لتعاطي المخدرات وتجارتها أيضا، أما هذه البنايات فتكون عادة عمارات لم يكتمل بناؤها أو أكمل بناؤها ولم يستفد منها أصحابها، وأحيانا تكون مبان قديمة هجرها أصحابها لتصدعها لكن رغم هذا لم تسلم من هؤلاء الذين حوّلوها لأماكن مشبوهة. وكعينة نذكر إحدى المباني المتواجدة بحي مرازقة إسماعيل المتواجد ببلدية بوروبة بالجزائر العاصمة وهي عبارة عن بناية لم يكتمل بناؤها ورغم أنها متواجدة بمحاذاة عمارات آهلة السكان، لكن هذا لم يمنع المنحرفين من الارتياد عليها كما يقول سكان الحي، ويضيفون أن هذه العمارة صارت معروفة ولا يرتادها المنحرفون من أبناء الحي فقط بل أصبحت ملجأ لكل المدمنين من غير أبناء المنطقة، ويروى لنا أحد السكان ما يجري بالعمارة، إذ يقول إنه ومنذ انتقل هو أبناء حيه إلى سكناتهم الجديدة وجدوا عمارة واحدة لم يكتمل بناؤها وهي عبارة عن هيكل فقط، ويقول إنهم وجدوا المدمنين مستولين على العمارة من قبل أن يستلموا هم سكناتهم كون الحي كان جاهزا وبقي لأزيد من 5 سنوات قبل أن يتم تسليمه ليضيف أنه حتى شققهم كانت تستغل من طرف المنحرفين، ويقول محدثنا إن من يرتاد هذه العمارة هم من المدمنين على المخدرات وأن أغلبتهم من الشباب والمراهقين الذين يقضون الساعات بداخلها وهم يتعاطون بالنهار أما بالليل فيقيمون السهرات ويقومون بجلب الخمور وشربها حتى السكر دون حياء وغير معيرين أي أهمية لسكان الحي المجاور للعمارة. وفي سؤالنا لأحد السكان عن ردة فعلهم اتجاه هذه التصرفات كانت إجابته أنه في كثير من الأحيان يتدخل السكان لمطالبتهم بمغادرة المكان فيكون ردهم أنهم لا يؤذون أحد، ليضيف أن السكان لا يريدون الدخول في مناوشات وصدامات معهم خاصة أن أغلبتهم غائبون عن الوعي ولا يدركون ما يفعلون بسبب المخدرات، ويقول سكان الحي إنهم يعانون الأمرين جراء تصرفات هؤلاء المنحرفين الذين صاروا يشكلون عصابات ترهب السكان إضافة إلى شجاراتهم المتكررة فيما بينهم والكلام البذيء الصادر منهم في كل يوم وبصوت عال، وأكثر ما استفز السكان والذي صار لا يمكن السكوت عليه هو تحول هذه الأماكن من أماكن للتعاطي إلى أماكن لممارسة الرذيلة كالدعارة وغيرها من الأمور التي لا يمكن ذكرها، ليضيف السكان أنهم كثيرا ما يقومون بالاتصال بالشرطة والتبليغ عن هذه التصرفات والإزعاج الذي يتعرضون له لكن ولا مرة جاءت الشرطة وداهمت المكان الذي صار يصنف في خانة الأماكن المشبوهة بالمنطقة لقلة الرقابة ودوريات الشرطة بالمنطقة. لهذا يطالب المواطنون ومن بينهم سكان الأحياء الشعبية كبوروبة، تكثيف الرقابة على هذه البنايات التي صارت نقاطا سوداء بالعاصمة، والتي تشكل إزعاج وخطر على السكان وعلى تربية أبنائهم، وكذا زيادة عدد دوريات الشرطة للقضاء على الآفة والتصرفات المشينة، مع تهديم البنايات القديمة وتسليم العمارات الجاهزة لأصحابها لتفادي استغلالها من طرف المدمنين وغيرهم من المنحرفين.