يتخذ بعض المدمنين على المخدرات ممن غاب وعيهم وماتت ضمائرهم من العمارات والبنايات المهجورة ملجأ لهم لتعاطي المخدرات وكذا الأكل والشرب في أيام رمضان منتهكين حرمة الشهر دون حياء ولا خجل. ويستغل هؤلاء البنايات والعمارات المهجورة كمأوى لهم لارتكاب المعاصي مستغلين خلاء هذه الأماكن من الأشخاص، حيث يقومون بجلب الأطعمة المتكونة عادة من الخبز والجبن وبعض المشروبات ليقوموا بأكلها وكأنهم غير معنيين بالصيام، وعن هذه الظاهرة الخطيرة والغريبة عن مجتمعنا المسلم نذكر مثال إحدى العمارات المهجورة التي لم يكتمل بناؤها وهي عبارة عن هيكل فقط متواجد بأحد أحياء باش جراح بالجزائر العاصمة، حيث كانت غالبا ما يرتادها المنحرفون لتعاطي المخدرات بداخلها في الأيام العادية، لكن بمجرد دخول شهر رمضان تحولت لتصبح مكانا للأكل والتعاطي في وقت واحد، والغريب في الأمر هو أن هذه العمارة متواجدة بجنب عمارة آهلة بالسكان أين يمكن للقاطنين بها وبمجرد النظر من النافذة رؤية كل ما يحدث داخل هيكل العمارة، كما حدثتنا إحدى القاطنات بالحي مستنكرة ما يحدث، حيث ذكرت لنا أنها كلما تنظر من النافذة خاصة عندما يكون الوقت وقت القيلولة إلا وشاهدت عددا من الشباب داخل العمارة المجاورة لهم وهم يتناولون الأطعمة في عز نهار رمضان، وأضافت أنها كثيرا ما تقع عينها بأعينهم ليبقوا غير مكترثين لها ولا لغيرها مواصلين أكلهم، وكثيرا ما تحدث بعض المناوشات بينهم وبين السكان لكن هذا لم يؤثر في هؤلاء المدمنين، حيث يقومون بالأكل والشرب في أيام رمضان أمام مرأى السكان دون حياء ولا خجل وهذا ما أثار انزعاج السكان ومطالبتهم السلطات بوضع حد لهذه التصرفات المشينة. كما يتخذ آخرون من الشواطئ التي لا يرتادها المصطافون والتي تكون عادة شواطئ صخرية وبعيدة نوعا ما، أوكارا لتعاطي المخدرات وكذا لتناول الأطعمة وشرب الخمر، والذين غالبا ما يكونون من المراهقين والشباب الذين غابت عنهم رقابة الأولياء والسلطات جاعلين من هذه الشواطئ التي من المفروض أن تكون أماكن للتنزه أماكن مشبوهة ترتكب فيها المعاصي والمنكرات في شهر جعله الله شهرا للتوبة والغفران لمن أراد كسب رضا الله وهذا ما نساه أو تناساه هؤلاء. وإن كان غالبية هؤلاء هم من المدمنين ممن غاب عقلهم بسبب السموم التي يتناولونها وأصبحوا لا يفرقون بين الحلال والحرام، فإن هنالك فئة أخرى ممن لا يصومون رمضان من غير المدمنين مما يستوجب دق ناقوس الخطر، فهم يدعون الإسلام ولكن لا يصومون، كما حدثنا شاب عامل بإحدى الورشات المتواجدة بزرالدة بالعاصمة، حيث قص علينا كيف أنه اكتشف أن عاملين معه لا يصومان في رمضان، قائلا إن له صديقان يعملان معه بالورشة وإنهما كل يوم يطلبان الإذن بحجة الذهاب لإطعام الكلاب لأخذ بعض الحسنات، لكن حين تكرر الأمر عدة مرات دخل الشك في نفس محدثنا ليقوم في إحدى المرات بتتبع أثرهما ليجدهما يأكلان، وما كان منه إلا إبلاغ رئيس الورشة الذي قام بطردهما. ويعد الإفطار عمدا في رمضان دون عذر شرعي من الكبائر، حيث تعد كفارة اليوم الواحد شهرين متتابعين والتوبة النصوحة لله عز وجل والإكثار من الاستغفار لعل الله يغفر لمن يشاء. وتبقى هذه الظاهرة غريبة عن مجتمعنا وديننا ويجب محاربتها بشتى الطرق داخل مجتمعنا بالإبلاغ عن كل من تسول له نفسه انتهاك حرمة الشهر الفضيل وكذا بالتوعية التي يجب أن تكون داخل الأسرة وكذا بالمساجد التي تعتبر خير منبر لمحاربة الظاهرة.