هب كل الأولياء إلى اقتناء أدوات لأبنائهم خاصة وأن بعض المعلمين أمهلوا التلاميذ فترة قصيرة لجلب المستلزمات الدراسية من أجل الانطلاق الفعلي في الدروس في الأسبوع القادم وعدم تضييع الوقت وإنهاء المقررات في وقتها، وانتهز البعض فرصة تأجيل إلغاء بعض الأسواق من أجل جلب الأدوات على مستوى طاولاتها ومن ثمة الاستفادة من انخفاض الأثمان لاسيما بعد ارتفاعها المدهش في المحلات النظامية. خلق الأولياء مشاهد عبر الأسواق والمحلات التي كانت تعج بالزبائن والأطفال بغية جلب المستلزمات الدراسية، خاصة وأن أغلب التجار حوّلوا تجارتهم إلى بيع الأدوات وانتشروا عبر الأحياء وكذا بمحاذاة الأسواق النظامية، وبالفعل عرفوا إقبالا كبيرا، وفر البعض من المحلات باتجاه الطاولات التي رأوا أسعارها أرحم بجيوبهم من الأسعار الخيالية التي فرضها التجار النظاميون. ناهيك عن ابتعادهم عن الفوضى التي ميزت بعض المحلات التي عرفت تدافعا كبيرا وكانت الطوابير طويلة بمحاذاة مداخلها فاختار البعض أن يبتعد عن العصبية والضغط عن طريق اللجوء إلى طاولات البيع بعد أن زاول بعض الشبان تجارة الأدوات المدرسية بنصب طاولات على مستوى أحيائهم، هو ما ناسب سكان الأحياء ودفع عنهم مشقة قطع مسافات لجلب الأدوات، فالكل صمم على الربح في هذه الفترة واختار ترويج الأدوات بمناسبة افتتاح الموسم الدراسي بعد التيقن من الإقبال الكبير عليها من طرف الأولياء لتغطية متطلبات الدراسة ومستلزماتها الضرورية. وشكّل الأمر مشاهد تبرز انشغال الأولياء بجلب الأدوات المدرسية في هذه الآونة جسدتها الطوابير الطويلة التي شهدتها المحلات وكذا طاولات البيع حتى أضحت مهمة جلب الأدوات مجهدة بالنسبة للبعض بسبب الاكتظاظ والتدافع وطول قوائم الأدوات التي تعددت حسب تعدد المواد، حتى أن بعض المحلات لم تضع في الحسبان زيادة أعوان مع بداية الدخول المدرسي مما استعصى استقبال عدد هائل من الزبائن الذين بينوا تذمرهم من انعدام النظام ببعض محلات البيع والفوضى العارمة التي ميزتها والتي انعكست على أعصاب المترددين عليها، وهو ما وقفنا عليه بمحل بالمدنية بالعاصمة الذي عرف إقبالا كبيرا من طرف الأولياء إلا أن الوافدين إليه تذمروا بعد تيههم في زوايا المحل خاصة وأنه لا يتوفر إلا على عونين عجزوا عن تلبية طلبات الزبائن مما شكل تدافعا كبيرا داخل المحل وأجبر الكل على انتظار أدوارهم التي فرضت عليهم، ما وضحته سيدة في العقد الرابع التي قالت إنها مكثت بالمحل لأكثر من نصف ساعة ولم تنه مهمة اقتناء الأدوات المدرسية لطفليها الأمر الذي أثار أعصابها كثيرا، ورأت أنه كان على مزاولي النشاط إضافة أعوان لاستقبال العدد الهائل من الزبائن لاسيما في هذه الفترة التي يجبر فيها الأولياء على تزويد أبنائهم بمستلزماتهم الدراسية خاصة وأن بعض المعلمين أجبروهم على جلب الأدوات في وقتها وإلا تعرضوا إلى العقاب، ورأت في ذلك دورا إيجابيا لاستئناف المقررات الدراسية في وقتها وزمانها المحدد.