ولاية بومرداس تقع في الشمال المركزي للجزائر وتمتد على شريط ساحلي يزيد عن 80 كلم تتربع على مساحة تقدر ب 14556 كيلومتر مربع ويقطنها حوالي 831000 نسمة تحدها غربا ولاية الجزائر من الجنوب الغربي ولاية البليدة من الشرق ولاية تيزي وزو وجنوبا البويرة ومن الشمال البحر الابيض المتوسط. وولاية بومرداس هي كغيرها من الولاياتالجزائرية الاخرى بحيث تعتمد على نفس الطقوس المعبرة عن غبطة سكانها وبهجتهم بحلول رمضان المعظم بالنظر الى ما يميزها من عادات عريقة عراقة حضارتها واستقبلت أغلب العائلات البومرداسية شهر رمضان شهر الرحمة والغفران بجو من الفرح والبهجة لأنه يذكرها بطهارة النفس وسمو العبادة وروح التسامح والغفران حيث قامت بالتحضير له مسبقا من خلال شراء المواد الغذائية وطحن التوابل والفريك والثوم واقتناء الأواني المنزلية، فضلا عن تنظيف كل عائلة لمنزلها وترتيبه أو إعادة طلائه إذا كانت ميسورة مادياً. وتقوم الأسر البومرداسية كالعادة بالتحضير لشهر رمضان المعظم أياما قبل حلول هذا الضيف العزيز على قلوب المسلمين.. ولمعرفة الاستعدادات التي تعدها العائلات قمنا بزيارة ميدانية لبعض المحلات والأسواق الشعبية على غرار منها بومرداس، بودواو وبرج منايل.. للوقوف على مظاهر التحضير للشهر، فوجدنا تهافت النسوة عن التحضيرات التي يقمن بها ترحيبا بالشهر الفضيل فكانت اجاباتهن مختلفة، حيث منهن من ذكرت أنها لا تستغنى عن شراء القدر الطيني المخصص لطبخ شربة الفريك وبعض الأواني الفخارية وهناك من اقتصر حديثها على شراء التوابل والثوم والأعشاب التي تزيد في نكهة الأطعمة وكذلك الزبيب والمشمش المجفف والعينة لتحضير طبق اللحم الحلو الذي أصبح طبقاً أساسياً لدى معظم الجزائريين في السنوات الأخيرة نظراً لغناه بالسكريات التي تمنح طاقة كبيرة للصائمين وتعينهم، رفقة باقي الحلويات التي يتناولونها في السهرات، على تحمل مشقة الصيام طيلة النهار. وبعد التسوق تأتي عملية تحضير وترتيب المنزل وفي هذا الصدد تقول سيدة بأنها وفي كل شهر رمضان تقوم بترتيب وتنظيف المنزل قبل أن تتفرغ لبعض الأشياء الأخرى التي لا يمكن الاستغناء عنها في هذه المناسبة على غرار تحضير التوابل والفريك والنعناع الذي قالت بأنه صحي ومفيد لإزالة الدسم باعتبار أن نوعية الأكل في رمضان غنية بالدهون. كما لا تخلو مائدة العائلات البومرداسية في رمضان من الحلويات التقليدية أهمها مقروط المعسل والقريوش والتمر المحشي الذي يترك للسهرات حيث يتم استقبال الأحباب والأقارب على صينية الشاي كما توجد بعض العائلات منها على لسان "محمد" الذي أكد بأنه قد اشترى كل المواد الغذائية الضرورية من قهوة وسكر وسميد مسبقا تحسبا لغلائها في شهر رمضان مشيرا الى أن هناك من يشتري الطماطم والثوم والبصل مسبقا تصديا لجشع التجار الذين يضاربون في الأسعار. وفي السهرة، ينقسم البومرداسيون بين متابعة البرامج التلفزيونية والخروج إلى الشاطىء لتناول المثلجات والشاي الصحراوي المميز، أو الذهاب إلى غابة قورصو حيث يجد الأطفال متعة كبيرة وهم يتداولون على مختلف الألعاب الموضوعة تحت تصرفهم هناك.