تستقطب غابة الساحل الواقعة ببلدية زموري البحري بولاية بومرداس رغم إنعدام المرافق الضرورية بها، إهتمام العائلات والسياح القادمين من مختلف الولاياتالشرقية والغربية وحتى الجنوبية للوطن، وهو ما يطرح حسب أهل الإختصاص مسالة إنتشارالسياحة الشعبية على حساب السياحة المهيكلة والتي يؤكد أصحابها تأثر إستثماراتهم سلبا بهذا التوجه الذي يطبع حسبهم هذا الجانب من النشاط السياحي في بلادنا. تمتد الغابة الساحلية الواقعة ببلدية زموري البحري على مساحة شاسعة تفوق 800 كيلومترا وتبعد بحوالي 15 كلم شرقا عن مقر ولاية بومرداس الساحلية، وهي منطقة يعبرها الطريق الوطني رقم 24جنوبا، وتتوزع مساحتها على كل من بلدية زموري ولقاطة ورأس جنات. وهذه الغابة التي لا تزال على طبيعتها الأصلية وتحتفظ بعذريتها، عبارة عن ديكور طبيعي خلاب يمزج بين ثروة غابية ونباتية كثيفة ومتنوعة وجبال وشواطئ رملية ساحرة تمتد على أكثر من 4 كيلومترات، ومايزيد من رونق وجمال هذه المنطقة الخلابة وجود ميدان سباق الخيل المعروف الذي أخذ إسم الأمير عبد القادر هذا الميدان عاد الى نشاطه المعهود بعد التراجع الذي عرفه خلال السنوات الماضية وهو يعرف حاليا تنظيم عدة سباقات للخيل شهريا، بالإضافة الى إحتضانه لفعاليات وطنية ودولية أبرزها الجائزة السنوية الكبرى لرئيس الجمهورية، كما أنه موقع مفضل للتحضير والتدريب لمختلف الفرق الرياضية عبر الوطن. وأصبحت الإمكانيات الطبيعية الفريدة من نوعها لهذه الغابة تجلب الزوار ليس في فصل الصيف فحسب وإنما إمتدت الى العطل الموسمية على مدارالسنة للإستمتاع بالهواء النقي وظلال الأشجارالعالية وتذوق متعة الراحة في منظر خلاب وجو بعيدا عن ملوثات المدن وضوضائها. وأنت تتجول في ربوع هذا الفضاءالطبيعي يجلب إنتباهك العدد الهائل من الباعة المتجولين القادمين من مختلف مناطق الوطن للإسترزاق خلال هذه الفترة من السنة، الذين يعرضون مختلف المنتوجات التي يأخذ منها المصطاف حاجته نذكر منها الشاي والمشروبات الغازية الباردة والمثلجات والمأكولات الخفيفة. وتنتشر على طول الغابة بقايا حوالي 8 مخيمات صيفية وهي مخيمات طالها القدم بعد أن تخلى عنها أصحابها من شركات عمومية وخاصة بإستثناء البعض منها التي لا تزال تستغل الى يومنا من طرف العديد من هواة التخييم من العائلات والجمعيات وأفواج الكشافة الوافدين من الولايات المجاورة منها تيزي وزو والبويرة والبليدة ومن ولايات الجنوب البعيدة. وفي ظل هذا التدفق ونوعيته يصف أحد المستثمرين الخواص وهو صاحب قرية سياحية حديثة التشيد تقع بمحاذاة الغابة يصف إقبال السياح على هذه الأخيرة بالأمر المؤثر سلبا على ترقية السياحة المؤطرة والمنظمة، وأكد عدم تلقيه عددا مرضيا من طلبات الحجز الى حد الآن رغم تسجيل تحسن ملحوظ في نوعية الخدمات المقدمة وبقاء الأسعار على حالها، مضيف بأن العديد من المصطافين يفضلون نمط السياحة الشعبية غير المكلفة من أجل الإقتصاد والمصاريف وإ دخارأموالهم على حساب إشباع رغباتهم الكامنة في الحصول على مستوى راق من الخدمات. وحسب مسير أحد المخيمات العائلية الخاصة المعروفة بالمنطقة والمتواجدة تحديدا داخل الغابة، فإن هذه النوع من السياحة غي المنظم من شأنه الإخلال بالسياحة النوعية في بلادنا، مضيفا بأنه لايجد أي تفسير لعزوف الناس عن إختيارالمرافق المهيكلة على الرغم من الأسعار المعقولة المداولة والتي عرفت إنخفاضا خلال السنوات الماضية