تمتاز ولاية أدرار أو البوابة الحمراء كما يحلو للبعض تسميتها بجمال خلاب، سواء تعلق الأمر بما هو طبيعي أو ما تدخلت فيه يد الإنسان بحيث أن زائرها لأول مرة يخطفه ذلك الاخضرار الموزع على تراب الولاية من أشجار النخيل وفضلا عن نظافة أحيائها وأزقتها، أما النقطة التي لاتزال بل وستبقى راسخة في أنفسنا هي طيبة سكان هذه المنطقة، فضلا عن كرمهم، إذ كيف لك أن تمر بالقرب من منزل مواطن أدراري دون أن تتناول التمر والحليب، وكيف لك أن لا تتغذى أو تتعشى في بيته، هذه هي الاصول عندهم، تركت فينا بصمة لايمكن أن تمحيها الايام، وخلال زيارتنا لهذه الولاية ومن كثرة الدعوات التي تهاطلت علينا نتيجة الكرم اللامتناهي لسكانها، أضحينا نتفادى ذلك وذلك حتى لا نخيّر أحد على آخر، هي إذن مدينة جميلة جدا ستبقى في ذاكرتنا، هذا فضلا على أنها مدينة سياحية خلابة، بالرغم من أن زيارتنا لها كانت خلال شهر ماي، أين تجاوزت درجة الحرارة بها الأربعين درجة إلا أن ذلك لم يؤثر فينا، عندما اعتدنا عليها، بل وأنسانا جمال هذه الولاية ولطف سكانها مدى قساوة الظروف الطبيعية. تقع ولاية أدرار في الجنوب الغربي للوطن، أي على بعد 1500 كم من الجزائر العاصمة، تتربع على مساحة إجمالية تقدر ب427.068 كلم2، وهي تمثل بذلك 17٪ من مساحة الوطن، تحدها من الشمال 3 ولايات وهي البيض، غرداية، وبشار، أما غربا فتحدها ولاية تندوف، أما شرقا فولاية تمنراست، يحدها جنوبا جمهورية مالي، والجمهورية الاسلامية الموريتانية، قدر عدد سكانها - حسب إحصائيات سنة 2008، 406318 نسمة، أي بكثافة سكانية تقدر ب0.94 نسمة للكيلومتر المربع الواحد. وللعلم أنه تم اعتمادها كولاية بموجب التقسيم الاداري لعام 1974. تتكون ولاية أدرار من 294 قصر ويقصد بها التجمعات السكانية المبعثرة هذا فضلا عن ضمها ل11 دائرة و28 بلدية. وللإشارة فإن مقر الولاية يستقطب كثافة سكانية عالية تقدر ب14٪ من مجموع سكان الولاية وتضم 4 أقاليم تعتبر من مكونات الولاية وهي اقليم ڤورارة والذي يضم بدوره 4 دوائر وهي تينركوك، تيميمون، أوڤروت وشروين، أما الإقليم الثاني والذي يسمى بإقليم توات فيضم 5 دوائر وهي تسابيت، أدرار، فنوغيل زاوية كنتة ورڤان أما إقليم تيدكلت فيجمع دائرة أولف والتي تبعد عن مقرالولاية ب250 كلم، آخر اقليم هو تنزروفت هذا الاخير يضم دائرة برج باجي مختار والتي تبعد عن مقر الولاية ب800 كلم. وما يجدر الإشارة إليه أنه ومن أهم المساحات السياحية التي تزخر بها ولاية أدرار نذكر واحات النخيل، الكثبان الرملية، ناهيك عن المغارات، حقول وردة الرمال، بالاضافة إلى الغابات المتحجرة، السبخات، الفڤارات، القصور، والقصبات العتيقة هذا فضلا عن المخطوطات والثقافة الشعبية المتنوعة والمتميزة، وتضم هذه الولاية 5 مناطق توسع سياحي وهي منطقة التوسع السياحي تادلست الواقعة ببلدية تيميمون والتي تقدر مساحتها ب94.39 هكتارا ومنطقة التوسع السياحي توريرت، الكائنة ببلدية رڤان والتي تصل مساحتها الى 48 هكتارا، فضلا عن منطقة التوسع السياحي سيدي عيسى المتواجدة ببلدية تمقطن تقدر مساحتها ب12.5 هكتارا، ومنطقة التوسع السياحي تينركوك الواقعة ببلدية تينركوك والتي تتربع على مساحة تقدر ب1.5 هكتار، هذا زيادة على منطقة التوسع السياحي بربع والكائنة بأدرار، علما أن مساحتها تقدر ب117.33 هكتار. وحسب مسؤولو الولاية فإن أدرار عرفت قفزة نوعية خلال العشر سنوات الاخيرة في مختلف المجالات وهو نفس الامر الذي استقيناه من الشارع الادراري الذي وصف الاجواء التي كان يعيش فيها خلال فترات مضت وقارنها بالظروف التي يمضي فيها حياته اليومية اليوم. ومن خلال استطلاعنا هذاعرفنا بادىء الأمر بولاية أدرار التي لم نعطها حقها خلال هذه الصفحات والاسطر لوصف جمالها، فضلا عن إعطائنا جانبا مهما للتنمية بالولاية، لاسيما وأن كل مواطن أدراري أضحى يتحدث عنها وعن المجهودات التي بذلتها الدولة، ومن خلال تواجدنا أيضا بذات الولاية تقربنا من المسؤول الأول عنها السيد »جاري مسعود« وأعطيناه الكلمة من خلال حوار أجريناه معه للتحدث عن هذه الولاية الشاسعة.