هدد العشرات من فئة المعاقين في بلدية بوينان بولاية البليدة بالخروج إلى الشارع للتنديد بما أسموه بسياسة الإجحاف والظلم الممارس ضدهم من طرف السلطات المحلية وعلى رأسها البلدية، خاصة فيما يتعلق بتأخر تسليم مستحقاتهم المالية الشهرية و المقدرة ب4 آلاف دينار والتي حرموا منها الشهر الماضي لأسباب تبقى مجهولة. وحسب هؤلاء فإنهم صبروا على مختلف العراقيل التي يواجهونها في حياتهم اليومية في مؤسساتهم التعليمية وعدم تفهم وضعيتهم، فمثلا(ش.م) وهو أحد المراهقين المعاقين في هذه البلدية والذي خسر حياته الدراسية بسبب عدم تفهم السلطات المعنية لوضعيته، رغم أنه يعد من التلاميذ المجتهدين، إلا أن مرضه المتمثل في الهيموفيليا أصابه خلال امتحانات شهادة المتوسط، فتعذر عليه التنقل إلى المؤسسة، فكان الطرد مصيره بسبب كبر سنه لأنه دخل المدرسة في سن10 سنوات بسبب مرضه وتلك السنوات أمضاها كلها في المستشفيات، وحالة هذا الشاب ليست فريدة من نوعها فهناك العشرات منها على اختلاف الإعاقة، والقطرة التي أفاضت الكأس كان حرمانهم من المنحة المالية التي تقرها وزارة التضامن الوطني لهذه الفئة، فعلى الرغم من قيمتها البسيطة والرمزية لدى هؤلاء الأفراد والتي لا تقضي لهم ربع حاجياتهم اليومية، إلا أنها تبقى حقهم المقدم لهم من طرف الدولة، حتى أن منهم من ينتظرونها بفارغ الصبر كل شهر خاصة العائلات البسيطة التي لا تقدر على إعالة أبنائها المعاقين، وإذا بهم يتفاجأون أن مصالح البلدية جمدت صرف المنحة لهذا الشهر لأسباب تبقى غامضة ومجهولة إلا أن البعض يرجعها إلى الميزانية الخاصة بالبلدية، كما أخبروا بأن المنحة ستنخفض إلى 3800 بدل 4 آلاف دينار، كما أنهم لن يستفيدوا منها هذا الشهر بل الشهر المقبل.. وعلى إثر هذا سادت علامات الحيرة والأسى لدى هؤلاء الأفراد مع عائلاتهم، خاصة أن توقيت هذا القرار أتى مع الدخول المدرسي والاجتماعي، في وقت تحتاج فيه الأسر هذه القيمة المالية ولو كانت بسيطة لقضاء بعض حاجياتهم، ولهذا فهم ينددون بهذا الظلم الذي مسهم لأسباب تبقى مجهولة، ويطالبون بالاستفادة العاجلة من منحتهم كاملة أي بقيمة 4 آلاف دينار، وفي حالة عدم الاستجابة لمطالبهم من طرف مديرية النشاط الاجتماعي بالبليدة، فإنهم سيقومون بحركة احتجاجية خلال الأيام القليلة القادمة أمام مقر البلدية..