تعيش أغلب جامعات الوطن حالة من الترقب بعد دخول الطلبة في غمار الامتحانات الاستدراكية لإنقاذ عامهم الدراسي وتفادي إعادة السنة وهو الكابوس الذي يرعب منه الكل، خاصة وأن أغلب الطلبة اصطدموا بنفس العلامات وراحوا يلقون التهم على الأساتذة وكلها تتمحور حول عدم لمسهم للنقاط مرة أخرى وتركها على حالها لفئات واسعة من الطلبة، مما أكد لهم عدم تصحيح أوراقهم حسب ما صرحوا به، ولعل للبنات بعض الطرق والحيل يستعملنها لإنقاذ العام الدراسي وهي ظاهرة شاعت ببعض الجامعات، بحيث ينتهج بعضهن سبلا ملتوية مع بعض الأساتذة لإنقاذ العام حتى ولو كان ذلك مقابل شرفهن وسمعتهن. هي الظاهرة التي شاعت وللأسف بالجامعات بعد أن تحولت بعض الأقطاب الجامعية إلى أقطاب عفنة ملأتها تلك السلوكات والظواهر السلبية بشهادة الجميع مما أدى ببعض العائلات إلى منع بناتها من استكمال دراستهن بسبب الأمور التي يسمعونها والتحرشات التي تطالهن من بعض الأساتذة وتهديدهن بالرسوب إن تصدين لتك الأمور وقابلنها بالرفض، وعلى العكس هناك بعض البنات يعرضن أنفسهن على هؤلاء بغية الحصول على علامة جيدة وإنقاذ العام الدراسي. ويعيش بعض الطلبة في هذه الآونة على الأعصاب خاصة وأنهم اصطدموا بنفس العلامات التي كانوا قد تحصلوا عليها في الدورة الاستدراكية السابقة، حسب ما أعلمنا به طالب في شعبة الرياضيات من المدرسة العليا للأساتذة، بحيث قال إنه اصطدم بنفس العلامات في مختلف المواد التي رسب فيها وأنه احتار للأمر فكيف تبرمج تلك الامتحانات دون فائدة تذكر فحتى الطعون يقول لا ينظر فيها من طرف بعض الأساتذة، ورأى أن ذلك ظلم في حق الطلبة الذين يجدون عامهم يضيع أمام أعينهم دون أن يحرِّكوا ساكنا بفعل طغيان بعض الأساتذة. أما طالب آخر في نفس الشعبة فقال إن الذكور في الجامعة لن ينظر إليهم، فهم لا فائدة فيهم على عكس الطالبات اللواتي تتهاطل عليهن النقاط من طرف بعض الأساتذة لحاجة في نفس يعقوب. النقاط بعد الانفراد في المكتب عادة ما تصبو بعض الطالبات إلى تحسين مظهرهن أكثر لجذب اهتمام الكل في الجامعة وذلك ما يظهر من ارتداء اللباس الفاضح الذي يكشف أكثر مما يستر خاصة وأنهن يفشلن في الدراسة فيستبدلن طريقة الحصول على العام الدراسي، ولا يكون ذلك بالمثابرة والاجتهاد وإنما بإبراز مفاتنهن لاسيما في بعض الامتحانات الشفوية بالنسبة للشعب التي تفرض ملاقاة الطلبة ملاقاة مباشرة مع الأستاذ، فيكون اللباس الكاشف والماكياج الصارخ طريقهن الملتوي للنجاح خصوصا إن كان الأستاذ ينتمي إلى تلك (الأصناف) التي بددت وجه الجامعة كصرح علمي نظيف، وحتى وإن غاب أسلوب الامتحانات الشفوية فإن الطرق على باب المكتب لمقابلة الأستاذ هو سلوك آخر كونه مكانا آمنا يبعد عن أعين الكل بالنسبة للطرفين معا لتحقيق أهداف معينة. ومن الطالبات من تمتنع عن تقديم الطعون خوفا من الاصطدام مع هذا (النوع) من الأساتذة وتفضل تضييع المادة أو (الموديل) بدل تشويه سمعتها خاصة وأن النقاط هي الطريقة التي يفضلها البعض بغية الإمساك بالطالبات والوصول إليهن. هذا ما أعلمتنا به طالبة من جامعة الجزائر حيث قالت إنها في السنة الماضية لم تكن تنقصها سوى بعض النقاط للانتقال إلا أنها تفاجأت بأستاذ المادة وهو يلمِّح لها بأشياء لم تفهمها في الأول، إلا أنها وما إن تأكدت لها غايته حتى فرَّت وفضلت تضييع العام على أن يلمس شعرة من رأسها. "أصحاب الشكارة" يتوسطون للطالبات في تحقيقنا استطلعنا ظاهرة أخرى تعدُّ جديدة على مستوى الجامعة وتتمحور حول توسط (البقارة) أو (أصحاب الشكارة) التي اصطفت سياراتهم الفاخرة أمام الجامعات والإقامات الجامعية لبعض الطالبات من أجل تحقيق حلمهن في نيل السنة الدراسية عن طريق عرض أموال على بعض الأساتذة لشراء (الموديل) للخليلة، ذلك ما أعلمنا به أحد الأساتذة الذي لم ينفِ الظواهر السلبية التي باتت تملأ الجامعة الجزائرية وتمس بمصداقيتها كصرح علمي كان من الواجب المحافظة عليه من كل الشبهات والأمور السلبية، وأخبرنا بحقيقة مرة وهو تجرؤ بعض خلان الطالبات على اقتحام الحرم الجامعي وعرض رشاوي على الأساتذة بغية إنجاح الطالبة التي تكون على علاقة معهم، وتذهب إلى تضييع وقتها في تلك العلاقات المحرَّمة لتأتي في آخر العام وتترجى الأستاذ لإنقاذها، في وقت أصبح العام يباع ويشترى عند بعضهم، وهي تصرفاتٌ غير مقبولة وتمس بسمعة الجامعة الجزائرية وبمصداقية الشهادات العليا وقال إنه شخصيا تعرَّض لنفس الموقف بعد أن أقبل عليه كهلٌ في الخمسين من عمره، وقد ظن في الأول أنه أب الطالبة واندهش وهو يعرض عليه منحها المادة مقابل مبلغ مالي معتبر، فالمهم تحقيق رضاها عنه، فنهره محدِّثنا في الحال ولولا شيبه وسنه لتطور الأمر إلى ما لا يحمد عقباه خاصة وأنه ضد تلك الآفات التي باتت تهدد الجامعة وشاعت فيها كثيرا. شريفات ينفلتن من اللعبة وعلى الرغم من شيوع تلك الظواهر المخزية وجدت العفيفات الطاهرات الحل في الاجتهاد لعدم الاصطدام بتلك المواقف المخجلة أو الظهور بمظهر مهين وهن يطاردن الأستاذ لأجل العلامة لينتفخ بعض الأساتذة عليهن، كون أن بعض الأساتذة من دون أن ننفي الحقيقة بحكم مرورنا على ذلك المشوار ووقوفنا على بعض العينات الحية، يبتهجون لرؤية الطلبة على ذلك الحال وكأن بين الطرفين ضغينة ولم تجمعهما علاقة علم ومعرفة، لذلك فضل بعض الطلبة والطالبات كسب العام في موعده من دون الدخول إلى معترك الامتحانات الاستدراكية والتي تكون فترتها قبل وبعد العطلة والدخول في تلك المتاهات والركض وراء الأساتذة الذي يزيد بعضُهم من جبروتهم ضد الطلبة، من دون أن ننسى ما تتعرض إليه بعض الطالبات مع بعض الأساتذة الذين ينتهزون الفرصة من أجل التلاعب بمشاعر بعضهن ووضع غاية النجاح في الكفة الثانية. وهو ما أوضحته طالبة في السنة الثالثة ترجمة والتي قالت إنها رأت الكثير من الأشياء في الجامعة والتي جلبت لها الحيرة والدهشة لذلك عمدت إلى كسب عامها الدراسي في موعده في شهر جوان، ولم تدخل ولو مرة الدورات الاستدراكية بالنظر إلى المشاكل التي تكتنفها من كل جانب على غرار بقاء نفس العلامات، وعمل بعض الأساتذة على إذلال الطالب دون أن ننسى تعرض بعض الفتيات إلى المساومات من طرف بعض الأساتذة، كل تلك المعطيات جعلت الكثيرات يكافحن لأجل النجاح في عامهن في موعده وعدم الدخول في تلك المتاهات.