شاء القدر أن يواجه بعض الطلاب مصيرهم بإجراء الامتحانات الاستدراكية التي ستكون نقطة فاصلة للالتحاق بزملائهم الذين نجحوا في اجتياز الامتحانات السابقة، هي طوابير طويلة لهؤلاء الطلاب على أجهزة النسخ للحصول على نسخة الدروس قصد المراجعة، في الوقت الذي يلجأ فيه طلاب آخرون إلى انتهاج سبل أخرى حتى وإن كانت غير شرعية ولا تليق بالمستوى الجامعي لهؤلاء. وبإحدى الجامعات وبالضبط بجامعة الإعلام والاتصال التي فتحت أبوابها منذ بداية سبتمبر الجاري، حيث بدأ تدفق الطلبة عليها كل واحد حسب الغرض الذي يحتاج إليه فمنهم من يقصدها من أجل الامتحانات الاستدراكية وآخرون لإتمام المذكرة وآخرون للتسجيلات الماجيستر أو الماستر، حيث تعرف الجامعة اكتظاظا وحركية كبيرتين داخل الحرم الجامعي، ولكن الأمر الملفت للانتباه هو مشهد أولئك الطلبة الذين اجتمعوا حول أجهزة التصوير طبق الأصل قبل بدء الموسم الجامعي الجديد لهذه السنة لإنقاذ عامهم الدراسي من خلال اجتياز الامتحانات الاستدراكية التي ستفتح لهم الأبواب بعد الفشل الذي منيوا به وعجزهم عن تحصيل المعدل اللازم الذي يسمح لهم بالانتقال إلى السنة الموالية وتدارك الوضع قبل فوات الأوان وفي هذا الشأن اقتربنا أكثر من أحد هؤلاء الطلبة وهي الآنسة (منى) طالبة سنة ثانية تخصص إعلام والتي كانت منهمكة لنسخ الدروس اللازمة للتخصص الذي لم يمكنها من الانتقال من خلال قولها: (لقد رسبت في أحد التخصصات وبما أنني كنت أتغيب عن المحاضرات وإهمالي للدروس الملقاة فيها، وهذه أهم أسباب فشلي بالدورة العادية). وفي هذا الشأن أوضح لنا الأستاذ بشيش بكلية علوم الإعلام والاتصال أن ارتفاع عدد الطلبة المجتازين للامتحانات الاستدراكية خلال هذا العام يعود إلى إهمال الطلبة وعدم حرصهم على حضور المحاضرات، إضافة إلى اتكالهم على الفرص الأخرى ومنها الامتحانات الشمولية والاستدراكية كما أوضح أن كثرة التغيب وإهمال الدروس، حيث يؤدي بهم المطاف إلى البحث عن الحلول البديلة، وفي نفس السياق أوضح لنا الأستاذ أن أغلب الطلاب الحاضرين بقاعات المحاضرات هم من البنات اللواتي يحرصن على حضور المحاضرة من بدايتها إلى غاية نهايتها. وأمام صعوبة الوضع عند بعض الطلبة نجد بعضهم يلجأون إلى حلول بديلة حسب ما وأضحوا لنا دون أي خجل، ومن بينهم أمين، وهو طالب في العلوم السياسية الذي يقول: (لم يبق وقت كاف لإنقاذ العام لذا فإنني سألجأ إلى استعمال جميع الحلول حتى وإن اضطررت إلى الغش الذي سيكون آخر حل ألجأ إليه أو من خلال الحيلة المهم أن تكون الإجابة مقنعة تمكنني من الانتقال، فالمهم بالنسبة إليّ هو حصولي على العام ثم الشهادة)، وفي هذا الشأن وحول كيفية الحراسة ومدى صرامتها في الامتحانات الاستدراكية فقد أكد لنا ذات الأستاذ أنه ستكون هناك حراسة مشددة وأنهم لن يتسامحوا مع هؤلاء الغشاشين الذين يستعملون طرقا غير شرعية من أجل الانتقال، في الوقت الذي لم يعد للعلم أية قيمة بل المهم عندهم هو الحصول على نتائج تؤهلهم لإنقاذ السنة الدراسية والباقي لا يهم. وفي نفس السياق هناك من أرجع سبب الإخفاق الذي يضطرهم إلى خوض الامتحانات الاستدراكية هو اعتماد بعض الطلبة على المطبوعات التي تباع عند هؤلاء الذين يشرفون على نسخ الدروس داخل الجامعة دون الاستعانة بدروس المحاضرات التي تحتوي على مقاييس ومعلومات مهمة تمكن الطالب من الفهم والاستيعاب.