يبدأ العد التنازلي للدخول الجامعي 2010 / 2011 ويزيد معه قلق الكثير من الطلبة الذين وجدوا أنفسهم أياما قبل انطلاق الدراسة أمام مشاكل إدارية متنوعة تحول دون التمكن من التسجيل، وفي كل موسم تتكرر الأخطاء التقليدية للجامعات في الجزائر، فبين عدم التمكن من استغلال الدورة الاستدراكية بسبب أخطاء النتائج، والاصطدام المفاجئ بالرسوب، وبين تحويلات الفروع القائمة على المحسوبية، يجد الكثير من الطلبة أنفسهم في حالة من الفوضى، زاد من حدتها غياب التنظيم في الكثير من الأحيان. سارة.ب طلبة يتفاجؤون بالرسوب دون دخولهم الدورة الاستدراكية اشتكى العديد من طلبة الجامعات على مستوى العاصمة كبوزريعة ودالي إبراهيم وحتى الجامعة المركزية وكذا جامعة دحلب بالبليدة في جولة "المواطن" التي ارتأت تسليط الضوء على أهم مشاكل الطلبة أياما قبل الدخول الجامعي لهذه السنة،على غرار الكثير من جامعات الوطن من سوء التسيير المعمول به في مختلف تلك الإدارات التي جعلت من الطالب الناجح راسبا في الوقت الذي سجلت فيه العديد من الأخطاء في كشوف النقاط أدت إلى تذمر الكثير من الطلبة الذين أبدوا دهشتهم واستيائهم من سوء الخدمات الإدارية، فبين الأستاذ والإدارة يجد بعض الطلبة نفسهم حائرين ومكبلين بالخوف من تضيع سنة كاملة من دراستهم الجامعية بسبب عدم إدراكهم لرسوبهم بعد أن وضعت كلمة ناجح أمام أسمائهم في وقت سابق، وهو ما يعني عدم دخولهم للدورة الاستدراكية وعدم استفادتهم من هذه الفرصة، فعلى مستوى جامعة سعد دحلب بالبليدة عبر عدد من الطلبة عن سخطهم فور معرفتهم لرسوبهم عودتهم من العطلة الصيفية فبعد أن اجتازوا الامتحانات الشمولية بسبب معدلهم غير الكافي الذي يمكنهم من الانتقال أو النجاح في امتحانات الدورة العادية ،وبعد وقوفهم على كافة نقاط المواد التي اجبروا على إعادة اجتياز امتحاناتها الشمولية قبل موعد العطلة الصيفية والتي كانت –حسبهم نقاط ايجابية تؤهلهم بالنجاح والانتقال، غير أنهم اصطدموا بنتائج كارثية لم تكن في الحسبان إذ رسب من كان يتوقع أنه ناجح والعكس صحيح وما زاد من امتعاض هؤلاء الطلبة نهاية امتحانات الدورة الاستدراكية، مما لا يسمح لهم الآن باستدراك تلك النقاط التي ضاعت منهم بسبب هفوات الإدارة التي تحججت عن تلك الأخطاء التي وقعت فيها بالانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي الذي حال دون تدوين كامل النقاط بطريقة سليمة لحظتها. ولهذا فقد استغل الطلبة فرصة تواجدنا معهم لمناشدة وزير التعليم العالي والبحث العلمي التدخل لإنقاذ سنتهم الجامعية ، وتدارك هفوات إدارة بعض الجامعات . طلبات كثيرة لتصحيح أخطاء الكشوف وبحسب تأكيدات الطلبة فإن نيابة المديرية المكلفة بالتكوين العالي في التدرج والتكوين المتواصل والشهادات بالجامعات المذكورة سالفا قبل أيام معدودة على انطلاق الموسم الجامعي الأسبوع القادم تعيش حالة من الاكتظاظ بسبب الإقبال الكبير عليها من قبل الطلبة قصد طلب تصحيح الأخطاء الواردة في كشوفات نقاطهم لأسباب مختلفة كالأخطاء الإدارية التمكن من الظفر بتصحيح أو زيادة نقاط من طرف الأساتذة، بالإضافة إلى طلبات الحصول على شهادات التخرج وكذا بطاقات التعليم والاستفسار عن باقي الملفات غير أن الطلبة يصطدمون دوما بلامبالاة الإدارة والبيروقراطية التي لا تنتهي مع تدني مستوى الخدمات الممنوحة للطالب خاصة أولئك الذين قدموا من مناطق وولايات بعيدة بحيث لن تشفع تلك المسافة المقطوعة من إيجاد من يهتم بانشغالاتهم لدى مسؤولي الإدارة الذين يتماطلون للرد على هؤلاء سواء بالنسبة لإعادة النظر في الطعون التي أودعوها بغية تصحيح نقاط كشوفاتهم أو حتى التماطل المسجل في المصادقة على شهادات تخرجهم . فيما ترتبط التسجيلات الجامعية لدى الكثير من الإدارات الجامعية بمزاجية الموظفين الذين لا يبالون بقلق الطلبة اتجاه الانتهاء من عمليات التسجيل في ظل تسجيل نقص واضح في عدد المكلفين بهذه العملية التي أصبحت تقترن سنة بعد سنة بحالة من الفوضى في المسؤولية المشتركة بين الإدارة والطالب الذي يفضل في كثير من الأحيان آخر أيام التسجيل. البيروقراطية والمحسوبية تطغى على التحويلات والطعون الجامعية بالرغم من التشديدات التي طالب بها وزير التعليم العالي والبحث العلمي في مجال محاربة البيرقراطية في التحويلات الجامعية التي لا يجب أن تخرج عن إطار المسموح به من خلال المعدل المسموح به للتخصص، ومعدلات المواد حسب الفروع إلا أن كل هذه القيود تتبخر كالمعتاد أمام قاعدة" المعريفة" في الجامعات الجزائرية وبالرغم من تأكيد بعض الأساتذة ل"المواطن" عن وجود تراجع فيما يخص هذه الظاهرة إلا أنها لا تزال موجودة وتعرقل المسار الجامعي خاصة فيما يتعلق بتوجيه طلبة لفروع تتطلب أكثر من معادلتهم بكثير. وللإشارة فإن الآلف من الناجحين في شهادة البكالوريا دورة جوان 2010 صعقوا بعدم تثبيت خياراتهم بسبب معادلاتهم ومع ارتفاع نسبة النجاح حيث عرفت التخصصات الأكثر طلبا رفعا في معدلات القبول مما جعل القادرين منهم يلجئون لسبل البيروقراطية لتحقيق رغباتهم.