يستنكر الكثير من قاطني البيوت القصديرية والذين هم بأمسّ الحاجة إلى سكنات لائقة من تصرفات البعض ممن رزقهم الله بسكنات وأحيانا حتى بفيلات، والذين يقومون بمزاحمتهم وبناء بيوت قصديرية بأحيائهم قصد الاستفادة من سكنات جديدة. تعد قضية البيوت القصديرية بالجزائر من بين المشكلات المستعصية نظرا لانتشارها الكبير وأيضا لكثرة عددها، فهي تعد ملاذا للكثير من العائلات التي لم تجد سقفا تحتمي به مع أزمة السكن الخانقة التي تعاني منها الجزائر، لكن في المقابل وحسب شهادات الكثيرين فإن أغلب الأحياء الفوضوية وغير المرخصة يسكنها عدد كبير من الأشخاص الذين يمتلكون سكنات ومع هذا يقيمون أكواخاً بغية الحصول على سكنات اجتماعية، مؤثرين بذلك على صورة أصحاب العائلات المحتاجة والتي اضطرتها الظروف الاجتماعية الصعبة للسكن ببيوت قصديرية. وحسب أحد المقيمين بالحي القصديري (المالحة) المتواجد ببلدية عين النعجة، فإن الكثير من القاطنين بالحي المذكور هم أصحاب مال ممن يمتلكون فيلات وسيارات فاخرة، قدموا للحي وبنوا منازل رغم عدم حاجتهم إليها، إذ ذكر لنا أن أغلبية هؤلاء يبنون بيوتهم القصديرية ثم يقومون بتأثيثها وبعدها لا يظهرون إلاّ في حالات التسجيل التي تقوم بها مصالح البلدية أو حين تكون هناك إشاعات عن ترحيل سكان الحي، حيث يأتون للحي على متن سيارات فاخرة دون حياء ولا خجل، وكعينة، ذكر لنا محدثنا حالة أحد جيرانه الذي يمتلك فيلا بأحد الأحياء الراقية إضافة إلى سيارة فخمة، ورغم هذا، فهو يمتلك (مسكنا) معهم بالحي، وأضاف أن بعض بيوت الحي غير مسكونة من طرف أصحابها لامتلاكهم سكن آخر. كما يعد النزوح الريفي من بين أسباب تفاقم مشكلة السكن بالعاصمة والولايات الأخرى، خاصة خلال العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر، حيث يعد من بين العوامل المساهمة في انتشار ظاهرة الأكواخ القصديرية، وتجد غالبية الساكنين بهذه الأحياء قادمين من الأرياف، إذ حدثتنا إحدى السيدات المقيمة بهذا الحي أن أكثرية النازحين من الأرياف والمداشر قاموا ببيع أغنامهم وأبقارهم واستغنوا عن خدمة الأرض تاركين خلفهم منازلهم الشاسعة، ليأتوا إلى العاصمة والمدن الكبرى لطلب الأمن والعمل وكذا الاستفادة من مختلف الخدمات العمومية المجانية كالتعليم والصحة. وتبقى قلة الرقابة من بين أسباب انتشار الظاهرة، حيث يجب القيام بتحقيق شامل على كل المستفيدين من السكنات الاجتماعية لتفادي توزيعها على من لا يستحقها. وللإشارة، وبالرغم من وجود فئة انتهازية من بين ساكني البيوت القصديرية إلاّ أن هناك فئة أخرى في حاجة إلى التفاتة من الدولة لتمكينها من سكن لائق يسترها.