تشهد وسائل النقل بالجزائر وضعية كارثية سواء العمومية أو الخاصة منها، حيث تعمل بطريقة لا توفر للزبائن أي راحة أثناء تنقلاتهم، فزيادة على الفوضى السائدة في الكثير من محطات النقل، فإن الاكتظاظ داخل الحافلات يعد من أكثر الأمور التي تثير استياء المواطنين. يشتكي العديد من المواطنين من الاكتظاظ الكبير الذي تعرفه الحافلات علاوة على طول مكوثها بالمحطة إلى غاية امتلائها عن أخرها، هذا بالرغم من مشاغل الناس، خاصة العاملين أو الطلاب الذين يكونون مقيدين بالوقت، حيث في كثير من الأحيان تحدث شجارات بين المسافرين والسائق الذي يماطل في مغادرة المحطة مما يتسبب في تأخرهم عن مناصب عملهم ودروسهم، ففي بعض الأحيان تفوق مدة إنتظار الزبائن النصف ساعة إلى أن يمن عليهم السائق بمغادرة المحطة، حيث لا تنتهي معاناتهم هنا بل تمتد إلى المواقف المتعددة التي تتوقف بها الحافلة، فرغم عدم وجود زبائن بها أحيانا إلا أن الحافلة تبقى بها لمدة زمنية طويلة، ما يجعل تنقلات المواطنين تستغرق أوقاتا طويلة، فبعض الأماكن التي يستغرق الوصول إليها مشيا بالأقدام ربع ساعة، تتعدى مدة الوصول إليها الساعة عند استعمال الحافلة. ومن بين المستعملين الدائمين للحافلات في تنقلاتهم وعن المعاناة التي يعيشونها، حدثنا (سمير) وهو طالب ثانوي، يضطر لاستخدام وسائل النقل الخاصة يوميا باتجاه الثانوية التي تبعد عن منزله مسافة كبيرة، وعند سألناه عن رأيه في الخدمة المقدمة، كانت إجابته بأنه يعاني يوميا ذهابا وإيابا، فهو غالبا ما يصل متأخرا عن دراسته ويجد أبواب الثانوية موصدة مما يجعله يتغيب في كثير من الأحيان عن الحصة الأولى من الدراسة، ثم يضف، أنه ورغم خروجه مبكرا من منزله إلا أنه يصل متأخرا بسبب طول المدة التي تمكث بها الحافلة بالمحطة وهي بصدد تعبئة الزبائن رغم امتلاءها وتزاحم الناس بداخلها إلا أن السائق لا يغادر حتى يبدأ الناس بالتذمر خاصة في فترة الصبيحة، أين يتوجه أغلبية المسافرين إما للدراسة أو للعمل. وكثيرا ما تتسبب تصرفات أصحاب الحافلات في سخط المواطنين، تصل أحيانا إلى حد نشوب مشادات كلامية وشجرات بين الطرفين، خاصة أيام ارتفاع درجات الحرارة، إذ يبقى الزبائن داخل الحافلة المعرضة للشمس ومع العدد الكبير للأشخاص بداخلها، تزداد درجة الحرارة حتى يصعب التنفس، ما يُحدث توترا للركاب، وكثيرا ما يتسبب في إغماءات كحال إغماء إحدى الفتيات جراء الاكتظاظ والارتفاع الكبير لدرجة الحرارة بإحدى الحافلات. وقد حدثتنا سيدة شهدت شجارا حصل بين سائق الحافلة وأحد الزبائن بسب رفض الأول المغادرة رغم امتلاء الحافلة عن آخرها، وحين طالب الزبون بمغادرة الحافلة كونه تأخر عن عمله، كان رد السائق غير لائق وبطريقة فضّة ما جعل الطرفين يدخلان في تراشق بالكلمات انتهى بشجار بالأيدي. وتبقى قلة الرقابة المخصصة لوسائل النقل وسوء التسيير، هما المتسببان في الفوضى الحاصلة، حيث يجب تطبيق القوانين بصرامة على الناقلين، كتحديد عدد الركاب وكذا المدة التي لا يجب أن تتجاوزها الحافلة أثناء مكوثها بالمحطة بعد تعبئتها، ووضع مراقبين يعملون بصفة دورية للتقليل من الفوضى الحاصلة بأغلب محطات نقل المسافرين.