اشتكى مواطنون التقيناهم بمحطات الحافلات جملة من المشاكل التي تعترضهم وتعكر صفوهم منها انتشار السلوكات العنيفة وارتفاع تسعيرة تذكرة النقل وتدافع المواطنين الذي يشجع اللصوص على سرقة المواطن بكل راحة في ظل انشغاله للظفر بمقعد للجلوس. وفي هذا الصدد اشتكى العديد من المواطنين ممن التقيناهم خلال الجولة الاستطلاعية التي قامت بها «الشعب» أمس بمحطة أول ماي وشارع اودان الخاصة بالمؤسسة الوطنية للنقل الحضري من انتشار الفوضى وسوء التنظيم على مستواها وكذا داخل الحافلات حيث وقفنا على مظاهر تعكس تدهور الوضع وانعدام التربية والاحترام في المجتمع. وما يزيد من معاناة الركاب انتشار ظاهرة السرقة بشكل مكثف على مستوى الحافلات خاصة عندما يفتح السائق الباب الخلفية لركوب المواطنين بحيث يتسبب الاكتظاظ والضغط الكبير في إعطاء فرصة للصوص بتأدية حرفتهم المعتادة وهي نهب الممتلكات الشخصية للمواطن دون عناء وتردد. وهذا ما أكدته لنا السيدة ''جميلة.ا'' في شهادتها عندما التقيناها بمحطة اودان الخاصة بالمؤسسة الوطنية للنقل الحضري أين كانت متجهة إلى بن عكنون على الساعة العاشرة صباحا لقضاء حاجياتها. وقالت جميلة البالغة من العمر 50 سنة أنها في الأيام القليلة الماضية وهي متجهة إلى بن عكنون في نفس المحطة سرق منها هاتفها النقال عندما كانت بصدد الصعود إلى الحافلة، مشيرة إلى أنها لم تشعر بأي شيء بسبب الاكتظاظ والفوضى التي كانت تعم المحطة. وما أثار استغرابها قلة الحافلات التي تتجه إلى بن عكنون وتقلع ممتلئة رغم أن عدد كبير من المواطنين يقبلون عليها كونها تمر بالعديد من المحطات كالأبيار، باب جديد وغيرها عكس الحافلات التي تتجه نحو ساحة أول ماي بحيث تقلع فارغة من الركاب في اغلب الأحيان، ومع ذلك فان فاطمة تفضل استعمال الحافلات العمومية بدل الخاصة مرجعة السبب كونها مهترئة وقديمة ولا تصلح في استعمالها للنقل وتنتشر فيها الفوضى وسوء التنظيم على غرار المؤسسة الوطنية للنقل الحضري. ومن جهتها أفادت السيدة مونية التي التقيناها بنفس المحطة تنتظر قدوم الحافلة للذهاب إلى واد قريش في ظل الحرارة الشديدة التي وصلت 40 درجة مئوية وأكدت مونية أنها ومنذ نصف ساعة وهي واقفة تنتظر قدوم الحافلة مشيرة انه وفي بعض الأحيان تتعطل الحافلة عن موعدها بساعة فما فوق في ظل وقوف الناس طوابير، كما أن الكثير من المواطنين يتعطلون عن موعد عملهم وقضاء مختلف حاجياتهم بسبب هذا التأخير. ومن جهتها انتقدت السيدة فاطمة عادة فتح السائقين باب واحدة في الحافلة مؤكدة أن هذا الفعل يشجع عصابات اللصوص على السرقة والتحرش بالفتيات مضيفة انه عندما يتحدثون إليهم حول سبب فتح باب واحدة يستعمل السائقون أسلوب الشجار والعنف في الإجابة على تساؤلاتهم ما يثير غضب المواطنين واستنكارهم لهذا الوضع. رئيس المحطة: نطبق التعليمات الفوقية! ودعا المواطنون ممن التقيناهم السلطات المعنية إلى ضرورة التدخل لإيقاف هذه الفوضى التي تستمر على مدار السنة وخاصة المتعلقة منها بخفض تسعيرة تذكرة النقل المقدرة ب 20 دج لكل الاتجاهات مطالبين بتسويتها حسب مسافة الطريق إضافة إلى التسيير الجيد لهذه المحطات التي تشهد إقبالا واسعا من طرف المواطنين . في حين نفى مسؤول محطة أول ماي الذي لم يذكر اسمه ما أدلى به المواطنون حول المشاكل التي تعترضهم يوميا في محطة الحافلات موضحا أن الانتظار لساعات طويلة لا أساس له من الصحة وانه أحيانا تتأخر الحافلة 10 دقائق كأدنى حد أو عندما يستبدل السائق أين تستغرق الحافلة في هذه الحالات وقتا مدته 30 دقيقة في الإقلاع مضيفا أن الضرورة هي التي تملي هذا التأخر. وقال نفس المسؤول أن قرار فتح باب واحدة للحافلة جاء من وزارة النقل والسائقين لا ذنب لهم وإنما هم بصدد تنفيذ التعليمات مضيفا أن انعدام الحس المدني بهذه الوسيلة وتراجع القيم الأخلاقية لبعض الشباب أملت اتخاذ هذا القرار.