الإنسان اجتماعي بطبعه...ابن خلدون... فكيف لو وجد الفيسبوك؟!!..يونس بِدءاً، لستُ من دعاة أن كل شيء عربي، وأنا وإن كنت معتزا جدا بأصلي العربي الأصيل إلا أنني لا أقول أن كل شيء له أصل عربي كما يقول متعصبة القومية العربية... أظن أن (بعض) الأشياء الغربية لها أصل عربي واضح، لكن ليست كلها زد على أننا نحن أنفسنا أخذنا الكثير والكثير الآن... في هذا المقال سوف نحاول الاجابة عن سؤال: لماذا اختار مؤسس الفيسبوك لفظة (جدار ) كتعبير له على حالة المستخدم؟ ربما تبدو مقدمة المقال غير متناسقة مع السؤال لكن هذا سوف يوضح الأمر... أنا أعتقد أن لذلك أصلا عربياً أوكي؟ ليس عربيا تماما وانما أمميا أي أن كل الأمم تتعامل معه. وقبل أن نجيب عن السؤال سوف نحاول تبيين 3 أهم أسباب اعتقد انها سببت نجاح الفيسبوك ولنبدأ على (بركة الله) كما يقول صديقي الطاهر دوماً : 1-التواصل الاجتماعي: يحب الإنسان ان يحس بوجوده وأن يستأنس بوجود الآخرين ولن نتكلم عن هذه النقطة لأنها واضحة.. أليس كذلك...؟؟ 2- لغة الحب : مفتاح (أعجبني) كان مفتاحا من مفاتيح نجاح الفيسبوك الحقيقي أن تنهض صباحا فتجد (لقد استحست فلان )....لقد (أحبت فلانة).. لقد (اعجب كذا)...إنها لغة رائعة ومحببة لجميع البشر... 3-العالمية: عدد اللغات الكبير الذي دخل به الفيسبوك معركة النت كان من أسباب نجاحه، إنها الترجمة الناجحة والرائعة لموقع مما زاد الأعداد الخيالية التي انضمت الى موقعه... وبعد هذا سنحاول الاجابة عن سؤالنا السابق...لماذا لفظة الجدار؟؟ في الحقيقة الكتابة على الجدران في الامم الماضية تعد أثرا حضاريا راقيا من الكهوف الى الفراعنة والحضارة السومارية بالعراق وبلاد الرافدين وغيرها.. ولولا الثروة الكبيرة من الجدران المكتوبة هنا وهناك من بقايا الأمم لما استطعنا فهمهم جيدا..الآن تُنتج أفلام بدقة تاريخية كبيرة جدا عنهم الى حد وصول الى كيفية الأكل، الجلوس، الشرب، ديكور المكان، العادات والتقاليد وكل شيء... مشاهدتك لأي فيلم من الأفلام التي تمثلهم تعطيك صورة حقيقة قريبة جدا مما كانوا عليه فعلا وذلك لتطور علم الآثار والتاريخ الحديث والتقنيات التكنولوجية المتقدمة.. وفي العصر الحديث الكتابة على الجدران العامة او الخاصة يعد عملا لا أخلاقيا وغير حضاري بدرجة اولى.. وإن كانت الشوارع الشعبية والأماكن العامة تعج بها.. الكثير من الدراسات النفسية والسيكولوجية كتبت عن هذا الموضوع فأغنت وكفت.. ما أود أن أنبه إليه هنا هو أن جدرانا عربية كثيرة كتب عليها.. منها المعلقات: القصائد العربية الأكثر جودة علقت على جدران الكعب المشرفة.. في احدى الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بمسح صور لسيدنا ابراهيم وابنه سيدنا اسماعيل عليهما السلام كانت مرسومة داخلة الكعبة... وفي مصادر عربية أدبية مثل أدب الغرباء) للأصفهاني توجد الكثير من القصص حول الغرباء الذي يكتبون على الأطلال والجدران..طبعا الاصفهاني لم يكن يملك فيسبوكاً.. ومما يمكن ملاحظته أيضا أنها ظاهرة موجودة في أنحاء متفرقة من العالم، فتجدها في الأحياء الخلفية لمدينة نيويورك، وتجد المرافق العامة في الغرب تغص بكتابات متنوعة، أما الكتابة في المراحيض فقد أصبحت فنا معترفا به يسمى (فن الغرافيتي) وذلك للمستوى العالي الذي تتميز به حتى أنهم أطلقوا على هذه أصحابها اسم (أدباء المراحيض). وهم طبعاً غير أدباء مستوى المراحيض الذين يتواجدون في عالمنا العربي...ويمكن ملاحظتها كثيرا على النت في مواقع التسلية... في الحقيقة هذا ما أمكنني جمعه عن هذا الموضوع... آمل أنكم قد استفدتم كما استفدت.. وشكرا لكم.