احتفل العالم الإسلامي يوم أمس السابع عشر من شهر رمضان بذكرى خالدة في تاريخ الإسلام والمسلمين ،سماها الله سبحانه يوم الفرقان ،نصر فيها عباده وهزم فيها أعداء الدين ، إنها غزة بدر الكبرى التي تعتبر أول غزة كبرى للمهاجرين والأنصار بعد الهجرة المباركة..؟ كانت بدرا حقيقة امتحانا حقيقيا للصبر والثبات وقوة العزيمة ، وموقعة شاهدة على حب الله وحب الرسول وحب الاستشهاد في سبيل دين الله دون تردد أو تخاذل وتهرب..! حين يريد الله أن يثبت عباده وينصر دينه يهيأ لذلك الأسباب ويمد الرجال بالقوة المعنوية والإيمانية، وهو ما كان فعلا على أرض المعركة الفاصلة التي دحضت الباطل وثبتت الحق ،بالرغم يومها من قلة عدد وعدة المسلمين ، وكثرة المشركين ثلاث عددا وعدة ، ولكن الله كان له ما يريد بعد صمود وثبات المسلمين الذين قاتلوا بكل بسالة واضعين نصب أعينهم إحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة ،فكان لهم ما أراد الله، ونصر الله يومها المسلمين نصرا عزيزا لم يكن يتوقعه مشركي قريش ..؟ هذا كله بفضل قوة الإيمان بالله وبفضل الثقة الكاملة فيه ن ذلك أن خالق الأسباب هو من يصنع النصر ويعد له أهله ، نقول هذا لأن القوة وحدها كانت دائما في تاريخ المسلمين ليست هي صانعة انتصاراتهم التاريخية ، وخير دليل ذلك غزة بدر هذه ، وغزة مؤتة ، وكثير من المعارك في شرق الأرض ومغاربها كمعركة القادسية ومعركة عين جالوت ،و حرب العاشر من رمضان وثورة نوفمبر الخالدة ، كلها كانت من حيث قوة السلاح وعدد الجنود أقل مما يتوفر عليه العدو ، ورغم ذلك أنتصر جند الله..؟ اليوم ورغم أن عدد المسلمين في العالم يفوق المليار والنصف إلا أن كثرتهم كغثاء السيل لا تنفع ولا تضر، لأنهم ببساطة فرطوا في السند المعنوي الذي يوفره الإيمان بالله وبالتوكل عليه ..! علينا كمسلمين وكجزائريين أن نعيد الثقة في أنفسنا وفي قدراتنا الذاتية ونتوكل على ونسعى إلى بناء وطننا ودولتنا ولا نعول على أحد مهما كانت صداقته ، ذلك أن الأوطان تبنى من قبل أبنائها ،خاصة وقد هيأت القيادة السياسية للبلاد لمن يريد المساهمة ويرغب في المشاركة فيما أعدته من خطط ووفرته من أموال طائلة لبناء الجزائر الغد ، ذلك لأنه وكما يقال في الأمثال "ماحك جلدك مثل ظفرك"..؟!