لازال سكان حي (سيلاست) المتواجد على مستوى إقليم بلدية بوزريعة والبالغ عددهم أكثرمن 400 عائلة، يعيشون حياة مزرية وكارثية لا يمكن وصفها، داخل بيوت قصديرية تفتقر لأدنى شروط الحياة الكريمة. وحسب بعض المواطنين القاطنين بذات الحي، فإن المعاناة التي يعيشونها والظروف القاسية التي يواجهونها باتت غير محتملة خاصة في فصل الشتاء، حيث تتحول تلك البيوت التي وصفوها ب(الإسطبلات) إلى مستنقعات من المياه نتيجة دخول مياه الأمطار من كل جهة، والتي ساهمت بشكل ملفت للعيان في التصدعات واهتراءات الجدران التي تناثرت منها قطعٌ معتبرة خلال الأمطار الأخيرة التي شهدتها العاصمة وكامل التراب الوطني، ناهيك عن الأسقف التي انهارت أجزاء منها. ورغم استغاثة السكان بالسلطات المحلية لانتشالهم من مخاطر الموت تحت الأنقاض بسبب السكنات الآيلة للسقوط على رؤوس قاطنيها في أي لحظة، خاصة خلال الأشهر القليلة الماضية، إلا أن المسؤولين اكتفوا بالوعود الزائفة التي لا تتحقق أبدا -حسبهم- فقط من أجل امتصاص غضب السكان وكذا من أجل الظفر بأسماء تدعمهم من أجل الحصول على مقاعد أثناء الإنتخابات التشريعية -على حد تعبيرهم-. وأضاف محدثونا أن هؤلاء المسؤولين لا يكلفون أنفسهم عناء التنقل لهذه المواقع القصديرية إلا عند اقتراب موعد الانتخابات (ولا يعرفوننا إلا من أجل اخذ أصواتنا) وتزكية مقاعدهم، فكل المجالس المتعاقبة على البلدية لم تتقدم بحل ولو جزء من جملة المشاكل التي يتخبط فيها قاطنو الحي المذكور رغم الشكاوي والمراسلات الموجهة لدى مصالحهم من أجل التغيير، غير مبالين بالمعاناة اليومية التي ترتب عليها انتشار الأمراض المزمنة في وسط السكان نتيجة الرطوبة العالية التي أنجر عنها الإصابة بالربو والحساسية المفرطة، نتيجة طبيعة المكان الذي يصلح لكل شيء إلا لعيش آدميين -حسبهم-. ولم تتوقف المشاكل عند هذا الحد بل يضاف إليها مشاكل أخرى أثقلت كاهلهم، ابتداء من انعدام غاز المدينة، وهو ما يحتم عليهم جلب قارورات غاز البوتان بأسعار متفاوتة تختلف من محل لآخر، متكبدين عناء نقلها عبر مسافات طويلة تبعد عن مقر سكناهم بمئات الأمتار. وقد عبّر المتضررون في حديثهم ل (أخبار اليوم) عن استيائهم الشديد من تجاهل السلطات المحلية لانشغالاتهم ومعاناتهم واتباعها سياسة الصمت المطبق، لاسيما وأنها مطالب تصنف في قائمة الضروريات. ويضيف أحد القاطنين إنه من غير المعقول ونحن في 2012 لا يزال مواطنون يركضون وراء جلب قارورة غاز وبلديتهم لا يفصلها إلا أمتار عن العاصمة، كما أن المشاكل لا تنتهي عند هذا الحد، بل يضاف إليها مشكل ربط قنوات المياه الصالحة للشرب وهي العملية التي تبقى ضرورية قبل القيام بأشغال تعبيد الطريق، حسب الأجندة التي وضعتها البلدية. وفي هذا الصدد حمّلها بعض قاطني الحي في تصريحاتهم، مسؤولية الحالة الكارثية التي تشهدها شبكة طرقات الحي وأسباب تأخر عملية تزفيت الطريق المؤدي إلى حيّهم والذي أقل ما يقال عنه أنه كارثية. وأمام هذه الوضعية المزرية يطالب سكان الحي السلطات المحلية في ذات السياق بضرورة ترحيلهم من السكنات الآيلة للسقوط إلى سكنات لائقة، كما يطالبون بالتفاتة لإنصافهم وإخراجهم من العزلة التي يعيشونها والتدخل العاجل من أجل الحد من معاناتهم التي دامت عقوداً.