تعرف متوسطة محمد بوراس بحي النصر المتواجد بالقصبة العليا في العاصمة، حالة تدهور كبيرة في بناياتها، الذي يخيل للناظر إليها من الوجه الخارجي أنه سينهار في أية لحظة على المارة، وللعلم فإن هذه المتوسطة أنشئت ما قبل العهد الاستعماري، على أنها كانت تستعمل لأغراض أخرى، وبعد الاستقلال سميت باسم مؤسس الكشافة الإسلامية الجزائرية. غرقت هذه المؤسسة في حالة من النسيان والتهميش من برامج التهيئة والصيانة كما أنها تفتقر حسب العاملين فيها إلى التدفئة، وبالتالي فإن التلاميذ والأساتذة يعانون خلال فصل الشتاء، وهذه الحالة نفسها تتكرر كل موسم، وهي الآن تتكرر مع بداية فصل التساقط حيث تسربت مياه الأمطار التي تهاطلت خلال هذا الأسبوع، إلى داخل الأقسام عبر الأسقف والنوافذ.. وللعلم فلقد كانت في بداية نشاطها تحتضن ضمن أقسامها تلاميذ ذوي مستويات عالية بالإضافة إلى أساتذة يمنحون كل ما لديهم من علم بكل أمانة، إلا أنه ومع مرور الوقت تدهورت حالة المتوسطة بما فيها الهيكل العام ومستوى التلاميذ الذين ينتمي أغلبهم لعائلات فقيرة، إلا أنهم كانوا يأملون أن المتوسطة ستحتضنهم وتمنعهم من السقوط، غير أن هذه الأخيرة فشلت في ذلك، بسبب عدم امتلاكها للإمكانيات اللازمة من حيث جلب انتباههم إلى الدراسة بوسائل تكنولوجية حديثة، كما تفتقر إلى مختصين نفسانيين يتكفلون بمساعدة التلميذ على حل مشاكله والاندماج بين زملائه، كما يشتكي التلاميذ من افتقار المكتبة المدرسية إلى كتب تثقيفية وقصص تساعدهم على تحسين لغتهم ومستواهم، وفي نفس الإطار يشتكي أولياؤهم من انعدام وسائل التحفيز للتلاميذ النجباء خاصة فيما يتعلق بالرحلات المدرسية التي يجب أن تنظمها كل مؤسسة تربوية على الأقل مرة في كل شهر، فالأولياء كما أكدوا لنا، لا يطالبون بالمستحيل، بل فقط بنفض الغبار عن مؤسسة تحمل الكثير من الشواهد التاريخية كما أنها ملاصقة تماما لقصر الداي حسين، وهو واحد من أهم معالم الدولة العثمانية بالعاصمة. ونفس الحالة تعرفها أغلب المؤسسات التربوية المتواجدة ببلدية القصبة، فالتلاميذ يتابعون دروسهم في أوضاع توصف بالكارثية، فعلى مديرية التربية التدخل العاجل من أجل تحسين هذه الأوضاع لضمان نسبة نجاح معتبرة في منطقة تضم العديد من المواهب المهمشة..