صدقوا أو لا تصدقوا، يرج "المتمسلفة" اليوم لنوع خاص من الشمة زعموا كما هو مثبت في الكيس أنها مستوحاة من الصيدلية النبوية!! ولم أكن أتصور أن عقلية الدجل والخداع والشعوذة تصل بهم لهذ هالدرجة فيكذبون على الله تعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم لأن من زعم أن هذه الشمة من الصيدلية النبوية فقد زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يروّج للشمة ويدعو لها وينصح بها بينما الأخلاق المحمدية كانت كلها دعوة لنظافة الفم وتطهيره ماديا ومعنويا واستعمال السواك صباحا ومساء، فكيف يتحول النبي صلى الله عليه وسلم عند هذه الطائفة الت يتزعم التمسك بسنته الى مروج للشمة. سبحانك هذا بهتان عريض. كلّمني أحد الدعاة عبر الهاتف وقال لي هل تريدون أن يجن الناس ويمزقوا ملابسهم؟ قلت: وماذا هناك؟ قال لي : لقد عدت منذ يومين من أمريكا بعد أن قضيت سنوات وأنا أناظر كبار المفكرين ودعاة النصرانية في منتدياتهم وإذاعاتهم بل وفي كنائسهم واستطعنا أن نحوّل الإسلام في أمريكا من متهم الى متحدٍ ، وما أن وطأت أرض الجزائر وذهبت أتجول فيها وأنظر حتى فوجئت بالشمة الإسلامية تباع في محلات الأعشاب والرقية، ما هذا يا شيخ؟ تعجبت ولم أصدق لدرجة أني قلت له أرسل لي علبة يا أخي!! وفي الصباح كانت العلية بين يدي لأقرأ فيها ما يلي : - منتوجات الصيدلية النبوية!! - عقيدتنا: لكل داء دواء إلا السأم - إيماننا : إذا وافق الدواء الداء، كان الشفاء ولو في شربة ماء. والشمة الإسلامية متكونة من مسحوق الزنجبي، خلاصة النعناع، بودرة الزيزفون، أنيسون نجمي، عود الأراك، وعلى الصفحة المقابلة نجد التعليمات والإرشادات التالية: ضع كميتك المناسبة منها ولك أن تغير أماكنها من حين لآخر داخل الفم!! لتبقى أطول مدة زمنية ممكنة وابتلع ريقها فقط !! نعم ابتلع ريقها فقط لأنها شمة إسلامية! أما فوائدها فحددوها في تقوية اللثة، تطييب رائحة الفم، تقوي الذاكرة والتركيز، تنظم الهضم والمعدة، تنفع مرض القولون وحساسية الصدر من التدخين، مهدئة، فاتحة للشهية! لم يوضحوا لنا عن أي شهية يتحدثون!! ولما سألت بعض التجار أخبروني ما يلي: الهدف من ترويج هذه الشمة كما قالوا هو القضاء على - شمة الهلال- المشهورة وحتى نوفر للشباب بديلا إسلاميا قلت لهم إذا وفروا لنا - ويسكي إسلامي- مصنوع من زيت البركة أو سيڤار إسلامي مأخوذ من الحبة السوداء وهكذا توفروا البديل الإسلامي للسوكارجية والمخابطية ما دام نجحتم في توفير بديل إسلامي للشمة الجزائرية. يا ناس المثل الجزائري يقول- أخرج لربي عريان يكسيك- لماذا لا تقولون إنكم مجرد تجار في الشمة كما يفعل غيركم؟ لماذا تتسترون وراء - الصيدلية النبوية- لقد حولتم قطاعا كبيرا من الشباب الذي لم يكن يتعاطى شيئا الى شباب مدمن على هذه الشمة الإسلامة لأنهم ببساطة يثقون في كل ماهو إسلامي وهم لا يتصورون وجود أمثالكم من المخادعين والمدلسين. لقد حدثني أحد الأئمة أنه رأى من يتعاطها داخل المسجد ولما أنكر عليه قال له كيف تنكر شيئا دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم!! هل رأيتم الى حجم الجرم الذي فعلتموه بعد أن تلاعبتم بالرقية وموضوع الحبة السوداء جاء اليوم دور- الشمة الإسلامية- التي يجوز بلع ريقها وتقوي الذاكرة. ختاما: أدعو جميع تجار الأعشاب والأشرطة الى الامتناع عن بيعها والترويج لها والتحذير منها في انتظار أن تستيقظ وزارة الصحة من سباتها وتفتح تحقيقا علميا في هذه المواد التي تباع للشعب الجزائري الذي ألبسوه ملابس البالة وأكلوه لحوم الحمير وبطاطا الحلوف وأشربوه عصير مني العجول!! واليوم شمة إسلامة وغدا ويسكي إسلامي.. قال لي أحد السكارى لما سمع بالموضوع هكذا يا شيخ نولوا كلنا مخابطية أنتم في المساجد ونحن في المخمرات!! قلت: لمثل هذا يموت القلب من كمد إن كان في القلب إيمان وإسلام.