أتحفت فرقة (مقهى بارباس) التي حطّت رحالها سهرة الثلاثاء بالجزائر العاصمة جمهور قاعة (ابن زيدون) بتقديمها عرضا فنّيا روى قصّة المهاجرين الجزائريين في ديار الغربة بفرنسا. كانت الفرقة قد قدّمت مؤخّرا هذا العرض الفنّي الذي جاء بفكرة من مزيان أزايش في كلّ من ولايتي تيزي وزو ووهران. وتمكّنت فرقة (بارباس) من خلال هذا العرض المنظم بالتعاون مع الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بنقل الجمهور عبر ديكور بسيط مثل مقهى بارباس بباريس مكان التقاء المهاجرين الجزائريين بعد ساعات طويلة من العمل. وفي مقهى بارباس أين تعمل (لوسات) التي مثّلت دورها (آني بابان) كمسؤولة لهذا المحلّ، تروي هذه الأخيرة للمهاجر الجزائري صالح (صالح فاوة) الذي يرتاد هذا المكان كثيرا قصّة حبّها للجزائري المغترب مولود صاحب المقهى. عبر آداء مسرحي روت (لوسات) مأساة المهاجرين الجزائريين الذين يتوافدون إلى هذا المكان، حيث كان الحلّ الوحيد لنسيان معاناتهم الغناء بعد صباح مليء بالشقاء والمعاناة. واستعرضت الفرقة المؤلّفة من موسيقيين وفنّانين جزائريين أمثال سميرة ابراهمية، عادل شاوي وحفيظ جماي بالاستعانة بفيلم تسجيلي يحوي صورا أرشيفية جسّدت مسار المهاجرين الجزائريين منذ الأربعينيات إلى غاية الثمانينيات من القرن الماضي. وأدّت الفرقة أغاني لمجموعة من الفنّانين الجزائريين الذين أطربوا خلال سنوات خلت مسامع المهاجرين الجزائريين أمثال دحمان الحرّاشي، الشيخ الحسناوي، فضيلة دزيرية، حنيفة، سليم الهلالي وغيرهم. وأعادت الفرقة إلى الأذهان عبر أغاني سليمان عازم والحاج العنقى ك (أفغ أي جراذ)، أي (اخرج يا جراد) و(الحمد للّه ما بقاش استعمار في بلادنا) أحداث تاريخية تمثّل الذاكرة الجمعية الجزائرية على غرار اندلاع الثورة التحريرية وذكرى استقلال الجزائر. واعتبر مخرج هذا العمل الفنّي أمزيان أزايش أن العرض جسّد محطّات مهمّة عاشها المهاجرون الجزائريون، واصفا إيّاها ب (المؤلمة)، خاصّة فيما تعلّق بمجازر 17 أكتوبر 1961. وفي الشقّ الثاني من العرض خصّصت الفرقة عرضا بالصور مرفوقا بأغاني فرقة (زبدة) مسار المهاجرين الجزائريين وأبنائهم خلال فترة السبعينيات وبداية الثمانينيات الذين ساهموا في إثراء ألوان الثقافة الأوروبية.