قرر حوالي 800 تلميذ الخروج في احتجاج للمطالبة فقط ببعض الدفء في أقسامهم المظلمة المليئة بالرطوبة فتحت شعار (سخنونا..) ستكون انتفاضة تلاميذ مدرسة فايزي 3 ببرج الكيفان ضد البرد والصقيع المحيط بهم في هذه المؤسسة التربوية البعيدة عن اهتمامات السلطات المحلية. تأسف رئيس فرع جمعية أولياء التلاميذ على مستوى مؤسسة فايزي 3 برج الكيفان في اتصاله (بأخبار اليوم)، من الوضعية الكارثية التي تعرفها المؤسسة من ناحية الغياب الشبه التام للتدفئة ونقص التجهيزات بالإضافة إلى العديد من المشاكل والنقائص التي باتت كابوسا مخيفا يطارد 800 تلميذ و16 معلما بهذه الابتدائية التي فتح أبوابها منذ أكثر من 40 سنة.. فآخر وجهة لضحايا البرد والصقيع في هذه المؤسسة هو وزارة التربية، بحيث من المنتظر أن يراسلوا وزير التربية بتقرير مفصل عن الوضعية والظروف الكارثية التي تحيط بهم منذ أكثر من عامين، وبعهدها يضطرون إلى القيام بحركة احتجاجية فموسم البرد لا يزال في أوله، والواضح أن السلطات المحلية غير قادرة على الاستجابة لمطالبهم و بالتالي فإن عليه إما مقاومة البرد بالصبر أو إبلاغ صرخاتهم للوزارة الوصية من أجل التدخل العاجل. مأساة حقيقية هي ما يعايشها 800 تلميذ في مؤسسة فايزي 3 ببرج الكيفان، فمشكل انعدام التدفئة الذي يمس هذه الابتدائية منذ سنتين تقريبا بعد أن انتزعت أنابيب الغاز خلال عملية الترميم الخاصة بالمؤسسة، وبعدها كانت المعاناة كبيرة خلال التقلبات الجوية القوية التي اجتاحت العاصمة خلال فيفري الماضي، أين وجد التلاميذ بالإضافة إلى المعلمين أنفسهم مجبرين على تحمل درجات جد منخفضة داخل أقسامهم، وعلى هذا قاموا بالاستغاثة بالسلطات المحلية وعلى رأسها البلدية المعنية بتسيير شؤون البلدية والتي أعلمتهم بأنها غير قادرة ماديا على التكفل بمشكلهم حاليا، إلا أنها ستحاول تكليف أحد المقاولين من أجل الشروع في حل هذا المشكل، إلا أنه والى غاية اليوم يبقى المشكل هو ذاته، وهاهو فصل البرد يعود مجددا لينهش من أحلام هؤلاء التلاميذ الأبرياء.. وللإشارة فإن مشكل التدفئة ليس الوحيد في المؤسسة، فحسب فرع جمعية أولياء التلاميذ على مستوى هذه الابتدائية فإن الوضعية جد متردية من ناحية نقص التجهيزات وغياب النظافة، فالمناضد المتواجد بأغلب الأقسام تعرف حالة متقدمة من التدهور فهي مهترئة حتى أن الأساتذة يخافون على التلاميذ من السقوط عليها والتعرض لإصابات قد تكون خطيرة.. وهناك بعض الطاولات أيضا رغم أنها استقدمت حديثا إلى المؤسسة، إلا أنها تعرضت للكسر والتشقق بالنظر إلى نوعيتها الرديئة.. ويطفو على السطح أيضا مشكل غياب النظافة، فحسب ذات المتحدث فإن النظافة شبه غائبة داخل الحجرات والأقسام، بالنظر إلى تهاون عاملات النظافة في ظل غياب الرقابة من طرف السلطات المحلية، فحتى المراحيض تغرق في القذارة وكذا أماكن حنفيات المياه، فالتلاميذ يظلون عطشى حتى خروجهم من المدرسة .. ومن أهم المشاكل الحالية التي يواجهها التلاميذ مع الأساتذة خلال هذه الأيام هو غياب الإنارة بداخل الأقسام، فخلال تساقط الأمطار يواجه هؤلاء الأساتذة صعوبة كبيرة في التعامل مع التلاميذ بسبب انعدام الرؤية وغياب الإنارة فيتعذر عليهم تقديم الدروس في مثل هذه الأوضاع.. وللعلم فإن فرع جمعية أولياء التلميذ على مستوى مؤسسة فايزي 3 ببرج الكيفان، لم يدخر جهدا في نقل معاناة التلاميذ إلى السلطات المحلية آخرها كانت منذ عشرين يوما، حيث قام الفرع بمراسلة كل من البلدية والدائرة، مرورا بمديرية التربية لشرق العاصمة ومفتشية التربية، مع إرسال نسخة لمصالح الأمن بالمنطقة، وهذا كتنبيه في حالة خروج التلاميذ إلى الشارع من أجل الاحتجاج على البرد والصقيع المفروض عليهم منذ أكثر من عامين..