شرع التلاميذ خلال هذا الأسبوع باجتياز امتحانات الفصل الأول، بمختلف الأطوار التعليمية، ومنهم من شارف على النهاية، وبدل أن يجدوا ظروفا تعينهم على تقديم امتحاناتهم بصفة جيدة، رح أغلبهم يشتكي من سوء الظروف خاصة من ناحية توفر التدفئة وتسرب مياه الأمطار في بعض الحالات إلى داخل الأقسام. واجهتنا الدهشة ونحن نستمع إلى تلاميذ خرجوا لتهوهم من اجتياز امتحانهم بإحدى المؤسسات التربوية في وسط العاصمة، والذي بدل خوضهم في مواضيع الامتحان والأجوبة التي قدموها، كانت أحاديثهم تدور فقط على التدفئة الغائب في القسم والبرد المتسرب إلى أياديهم، وعن الغاز المتسرب أيضا من المدافئ القليلة المتواجدة ببعض الأقسام والتي تسببت في قلقهم وعدم تركيزهم في تقديم الإجابات الصحيحة. هذه المشاكل التي طرحها هؤلاء التلاميذ مع بعضهم بصفة عشوائية ودون خلفيات كرد فعل على الظروف اليومية التي يواجهونها في مؤسساتهم التعليمية المنهكة من التهميش والإقصاء من برامج التهيئة والاستفادة من التجهيزات والتي من أهمها التدفئة والتي أصبحت محور تحاور التلاميذ بعد الامتحان بدل تبادل الإجابات عن أسئلة الأساتذة والنقاط المتوقعة. وللاستعلام عن هذه الوضعية الكارثية التي تغرق فيها المؤسسات التربية خاصة على مستوى العاصمة، اتصلنا باتحاد أولياء التلاميذ أين أكد لنا الأستاذ احمد خالد بأن هذه الحالة تخص المؤسسات الابتدائية بالدرجة الأولى، بالنظر إلى أن تسييرها يتبع البلديات وبالتالي فإن سوء التسيير هو السبب الذي يقف وراء هذه الأوضاع خاصة من ناحية نقص التدفئة، فحسب نفس المتحدث فإن 3 أرباع البلديات غير قادرة على تسيير المؤسسات التربوية، وهذا التهاون من طرف السلطات المحلية يشكل خطرا كبيرا على التلاميذ.. ومن أكثر المناطق التي تضم مؤسسات تغرق في وضعية كارثية، بحيث تلقى اتحاد أولياء التلاميذ العديد من الشكاوى من طرفها، كالسيودانية، الخرايسية، والرحمانية والكاليتوس، بوزريعة، والمشكل حسب الأستاذ احمد خالد يكمن في انعدام الضمير المهني والشجاعة الكافية والروح الوطنية من أجل التدخل لتحسين هذه الأوضاع خاصة من مدراء المؤسسات التربوية، فحوالي 910 بالمائة من هؤلاء لم يتعاونوا مع اتحاد أولياء التلاميذ من اجل الوصول الى أوضاع ءاكثر راحة بالنسبة للتلاميذ خاصة في الطور الابتدائي. ونفس الإشكال طرحه بشدة الأستاذ علي بن زينة ممثل اتحاد أولياء التلاميذ لشرق العاصمة، بحيث أكد المتحدث في اتصاله بأخبار اليوم عن الحالة المزرية التي يتابع فيها التلاميذ دراستهم بأغلب المؤسسات التربوية المتواجدة في شرق العاصمة، بحيث تلقى اتحاد اولياء التلاميذ على مستوى شرق ولاية الجزائر العديد من الشكاوى، والسلطات المحلية تؤكد أن أعمال صيانة المدافئ ستؤجل الى غاية العطلة الشتوية، عوض أن تكون هذه الصيانة خلال فصل الصيف أو بداية الخريف.. ومن بين الأمثلة يطرح نفس المتحدث مؤسسة علي صادق 3 المتواجدة على مستوى برج الكيفان والتي تنقصها التدفئة مع أن السلطات المحلية كانت قد اتفقت مع أحد المقاولين من أجل الشروع في عملية التزويد بالغاز، إلا أن العملية تأجلت لأن المقاول لا يحمل السيولة المالية اللازمة لتنفيذ هذه العملية.. وبالتالي فعلى التلاميذ تحمل المزيد من البرد القارس الى حين، وحسب نفس المتحدث فإنه من المتوقع أن تمتد العملية الى غاية انتهاء فصل الشتاء، فسوء التسيير سيضع التلاميذ في مواجهة البرد والأمراض الصدرية التي ستطاردهم طيلة هذا الشتاء.