برأت أمس محكمة جنايات العاصمة المدعو (ت. السعيد) عنصر دفاع ذاتي سابق بجماعة بوعلام المخفي التي خلقت هلعا في أوساط الجماعات الإرهابية بعد الأضرار التي ألحقتها بها بداية التسعينات من تهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية تعمل على بث جو انعدام اللا أمن والقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد التي راح ضحيتها عدد من العسكريين بولاية البويرة في سنة 2006. وحسب الملف القضائي للمتهم فقد نسب إليه حسب محاضر التحقيق إنه بعد حل فرقة الدفاع الذاتي التي يقودها الباتريوت (بوعلام المخفي) التحق المتهم بالجماعة الإرهابية المسلحة في شهر ماي من العام 2006 ومكث مدة 6 أشهر في منطقة الأخضرية والبويرة وكان يحوز على سلاح بندقية مضخة ولم يكن هدفه من الالتحاق بالجماعة الإرهابية هو الإقناع بالجهاد المسلح وإنما الاتصال بشقيقه الأصغر والمسمى (محمد) الذي التحق بالجماعات الإرهابية قبله ليرده إلى جادة الصواب وإقناعه بضرورة تسليم نفسه للسلطات الأمنية والاستفادة من قانون السلم والمصالحة الوطنية، غير أنه لم يستطع التحدث إليه في الموضوع أثناء تواجده ضمن الجماعات الإرهابية نظرا لخوفه من كشف أمره وإن حدث ذلك فسيعتبرونه مرتد ويستباح دمه بالقتل والتصفية، وعليه انتهز الفرصة وفر من قبضة الجماعة وسلم نفسه لمصالح الأمن ببومرداس. كما صرح المتهم أنه اتصل هاتفيا بأمير الجماعة الإرهابي المكني ب(عبد القادر.ه) عن طريق الرقم الهاتفي الذي سبق وأن اتصل شقيقه به وكان برفقته المدعو (ح. م) وهو إرهابي تائب التحق معه بالجماعات الإرهابية بعد أن ضرب لهما أبو تراب موعدا بدشرة (اعمارن) بشعبة العامر وقت المغرب فوجدوه رفقة إرهابيين آخرين يحملون أسلحة رشاشات (كلاشينكوف)، أين رافقوهم إلى مركزهم باقنى يسكر بجبال الأخضرية وهناك وجدوا حوالي 24 إرهابيا، وفي اليوم الموالي قام أمير سرية الشام التابعة لكتيبة الفاروق بتسليحهم ببندقية ذات مضخة وكلف الإرهابي عبد الخالق بتعليمهم كيفية استعمال السلاح، وبعد أربعة أيام توصل الأمير بخبر إجراء تمشيط بالمنطقة من طرف قوات الجيش الوطني الشعبي فقام بتقسيمهم إلى فوجين، الفوج الأول توجه إلى بني عمران وكان أمير السرية ضمن المجموعة الثانية، أما هو فتوجه رفقة المجموعة الأولى إلى ذراع الميزان للالتحاق بالسرية التي يقودها الإرهابي عبد الهادي والتي يبلغ تعدادها 8 أفراد، أين أخبره الأمير السرية بأنه سيتدرب على السلاح ثم توجه إلى جرجرة رفقة 6 إرهابيين على متن سيارة وضعت تحت تصرفهم من طرف جماعة ذراع الميزان وعند وصولهم إلى جبال جرجرة وجدوا في انتظارهم أمير كتيبة الفاروق الإرهابي (م. احمد) المدعو عبد الجبار وبرفقته إرهابيين قاما بنقلهم إلى مركز الزيروات أين وجدوا مجموعة من الإرهابيين تابعين إلى جماعة (بوغني) في انتظارهم ثم التحق بالمركز ثلاثة أفراد من كتيبة الهدى مسلحين ثم توجهوا إلى البويرة أين وجدوا في انتظارهم مجموعة من الإرهابين من مختلف الكتائب الفاروق الأرقم الهدى والأنصار وعددهم 88 إرهابيا وكانوا بصدد تحضير لعملية إرهابية راح ضحيتها 6 من عناصر الجيش الوطني الشعبي ثم توجهوا إلى (اوقني يسكن) بعد أن سمعوا بخبر إلقاء القبض على شخص مكلف بالمؤونة والتحقوا بسرية الشام كما التحق عناصر من جميع السرايا بعدد 52 عنصرا لاستلام 12 رشاشا، وبعد أن قام الإرهابي (م. محمد) بتسليم نفسه إلى السلطات الأمنية خضعت المنطقة للتفتيش وانقسمت الجماعة إلى مجموعتين الأولى توجهت إلى منطقة الزبربر والثانية توجهت إلى "القريطة" بمنطقة بني عمران ثم انتقلوا إلى ماتوسة ببومرداس وهناك استطاع التسلل والفرار. وقد أنكر المتهم علاقته باغتيال العسكريين الستة في كمين بمنطقة الزبربر بولاية البويرة وأنه كان من الأوائل الذي جند ضمن جماعة بوعلام المخفي للقضاء على فلول وقد تمكن رفقة زملائه من توجيه ضربات موجعة للجماعات الإرهابية الناشطة بمنطقة البويرة. وأمام هذه المعطيات التمس ممثل النيابة العامة تسليط عقوبة المؤبد في حقه قبل أن تقر هيئة المحكمة بتبرئة ساحته من التهم الموجهة إليه.