أكّد وزير الموارد المائية السيّد حسين نسيب أمس الأربعاء أن الرّبط بين السدود الواقعة بالمناطق الجافّة وتلك الواقعة في الشمال يعدّ خيارا استراتيجيا من أجل ضمان توازن في التزويد بالمياه التي تعرف توزيعا غير عادل على المستوى الوطني. وأوضح السيّد نسيب في تصريح على أمواج الإذاعة الوطنية أن (الرّبط بين السدود أو مناطق الحفر يهدف إلى ضمان كمّيات كافية من المياه بالنّسبة للمناطق التي تفتقر إلى الموارد المائية، وهو خيار استراتيجي وضروري، خاصّة وأن الجزائر بلد شبه جافّ). وأعطى الوزير في هذا الصدد أمثلة على غرار سطيف بالهضاب العليا التي لا تتلقّى سوى 400 ملم من الأمطار سنويا، حيث سيتمّ تزويد السدّين الجاري إنجازهما بهذه الولاية انطلاقا من سدود بجاية وجيجل بمعدل 300 مليون متر مكعّب سنويا. وأضاف السيّد نسيب أن (هذا التضامن ما بين السدود يعدّ ضروريا لضمان التزويد بالموارد المائية بالرغم من الصعوبات التي تميّز هذا النّوع من الأشغال). وفيما يتعلق بتحويل المياه الجوفية للجنوب نحو الهضاب العليا أوضح الوزير أن دراسة أعدّت من قبل القطاع أكّدت إمكانية تحويل حوالي 600 مليون متر مكعّب سنويا، وأضاف في هذا الصدد أن إنجاز هذه التحويلات مقرّر على 8 مراحل متفرّقة ومرتبطة تدريجيا ابتداء من سنة 2010 إلى غاية 2040، حيث ستخصّ العملية النموذجية الأولى تحويل المياه الجوفية انطلاقا من الأغواط عبر الجلفة ثمّ عبر تيارت والمسيلة. وبخصوص مستويات تساقط الأمطار أوضح الوزير أن مختصّي الأرصاد الجوية يتوقّعون فائضا في كمّيات الأمطار بالمنطقة الشرقية من الوطن خلال هذه السنة، في حين ستعرف المناطق الوسطى نفس الكمّية مقارنة بالسنة الفارطة أمّا المناطق الغربية فتعرف نقصا، وأضاف أن 69 سدّا مملوء بنسبة 68 بالمائة، كما أن معدل امتلاء السدود الواقعة بشرق الوطن تقدّر ب 70 بالمائة، أي أعلى من معدل السدود الواقعة في الوسط، وهو ما يعدّ كما قال (ظاهرة جديدة).