أكد الشيخ علي طه مفتش الدعوة الإسلامية بوزارة الأوقاف المصرية وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن وجود سيدة عالمة دين لتفتي في أمور النساء أمر جيد، فإفتاء النساء للمستفتين خاصة من النساء واقعة تاريخية وقد أقر وأجمع فقهاء الأمة على إباحة عمل المرأة بالإفتاء عبر التاريخ الإسلامي بما فيه عهد الصحابة رضوان الله عليهم، كما أكدت المراجع الإسلامية وكتب السير أن كثيرات من نساء آل البيت عليهن السلام كن يعلِّمن الناس وبخاصة النساء في أمور دينهم حتى أن الناس أطلقوا على السيدة نفيسة حفيدة النبي صلى الله عليه وآله نفيسة العلم، وكذلك فأمهات المؤمنين كن يشرحن الأحكام التي تصدر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالنساء، ومنهنَّ السيدة عائشة وأم سلمة وزينب وميمونة رضوان الله عليهن وفي كل العصور كان في المجتمعات الإسلامية نساء فقيهات وعالمات كن يرشدن من كان يسألهن عن أمر من أمور الدين، ومن ذلك على سبيل المثال أم عيسى بنت إبراهيم الحربي، وهذه كانت عالمة فاضلة تفتي في الفقه. وأضاف إن (الإفتاء إخبار عن شرع الله تعالى الذى شرعه لعباده، في محكم كتابه وعلى لسان رسوله، صلى الله عليه وسلم، وهذه المهمة فرضها الله تعالى على العلماء المتمكنين ليبينوا للناس شرع ربهم عند سؤالهم أو عند مقتضى الحاجة في البيان، كما قال سبحانه: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ)، وأوجب على كل من يحتاج إلى معرفة وبيان لأمر دينه ودنياه أن يسأل هؤلاء العلماء ليبصروه بشرع الله). وأضاف (هذا التوجيه القرآني الرباني شامل لكل من حمل صفة العلم المسئول عنه من ذكر وأنثى). وتابع أن (العلماء يعرِّفون المفتي بأنه: (الفقيه الذي يُجيب في الحوادث والنوازل، وله ملكة الاستنباط)، وهذه الملكة هي الفقه التام الذي يصل به المرء إلى درجة الاستنباط، وهي ليست قاصرة على الرجال، بل يمكن أن تكون من النساء أيضاً إذا وصلن إلى تلك المرحلة من الفقه). واستطرد قائلا (الشرع الشريف نزل للرجال والنساء، على حد سواء، وذلك ما بينه الله تعالى بقوله: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ). وأضاف: (لا تكون المؤمنة آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر إلا إذا كانت عالمة بما تأمر وتنهى، فإن ذلك شرط أساس للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، فدل على أن المرأة كالرجل فى ذلك، وهذا مما لا خلاف فيه بين أهل العلم). وأضاف، للنساء خصائص قد لا يحسنها الرجال، فالأجدر أن يقوم بافتائهن نساء، كما كانت أمهات المؤمنين، رضى الله تعالى عنهن، يفعلن ذلك، حيث كنَّ يبلغن النساء ما تعلمنه من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في شؤونهن الخاصة). ورفض أن تكون للمرأة قضايا محددة تفتي فيها قائلاً: (ليس هناك حجر على المرأة فى ما تفتي، ولا تحديد لنوع ما تفتي، فلها أن تفتى بعلم في كل أبواب الفقه من غير استثناء، وكذا في العقائد والأخلاق وغيرها إذا تأهلت لكل ذلك). وأشار إلى أن هناك أعداداً كبيرة من النسوة اللاتي وصلن مرتبة الإفتاء والتحديث والرواية من السلف والخلف، ولو لم يتولين منصباً يسمى منصب المفتي العام مثلاً، لأن الإفتاء كان يقوم به العلماء والقضاة مباشرة من غير تولية ومن أشهر مفتيات الإسلام بعد السيدة عائشة رضي الله عنها السيدة صفية بنت شيبة بن عثمان بن أبي طلحة، الفقيهة، العالمة. والسيدة، العالمة، الفقيهة أم الدرداء الصغرى التى روت علماً جمّاً عن زوجها أبي الدرداء، وعن سلمان الفارسي، وكعب بن عاصم الأشعري، وعائشة، وأبي هريرة، وطائفة وعرضت القرآن وهي صغيرة على أبي الدرداء وطال عمرها، واشتهرت بالعلم، والعمل، والزهد والسيدة العالمة، أم الصهباء العدوية البصرية، العابدة، معاذة بنت عبد الله التي روت عن علي بن أبي طالب، وعائشة، وهشام بن عامر. وهناك العالمة، الفقيهة، المفتية، أمة الواحد بنت الحسين بن إسماعيل والسيدة فاطمة بنت البغدادي الشيخة، العالمة، الواعظة، الصالحة، المعمرة، مسندة أصبهان، أم البهاء، فاطمة بنت محمد بن أبي سعد أحمد بن الحسن بن علي بن البغدادي الأصبهاني.