تضاعفت الاعتداءات بشكل خطير جدا خلال الفترة الأخيرة على مستوى محطات النقل الحضري المتواجدة بالعاصمة، فالعديد من المواطنين اشتكوا من هذه الظاهرة التي ما فتئت تهدد سلامتهم وحياتهم في ظل الغياب التام لأعوان الأمن ببعض المحطات خاصة منها المنعزلة عن وسط المدينة. وهذا الوضع عايناه بمحطة النقل ببن عكنون، حيث عبر لنا بعض المواطنين عن تذمرهم الشديد من حالة الرعب التي يشعرون بها، إذا تجاوزت الساعة الخامسة مساء بهذه المحطة، بالنظر إلى غياب الأمن واستغلال بعض المنحرفين لهذا الظلام من أجل الاعتداء والسرقة.. فحسب هؤلاء المواطنين من مستعملي خطوط هذه المحطة، فإن بعض العصابات تستغل هذا الغياب لممارسة الاعتداء والسرقة عن طريق التهديد والضرب، الذي يصل أحيانا إلى التسبب في جروح وإصابات خطيرة للأشخاص الذين لا ذنب لهم إلا أنهم استعملوا هذه المحطة في آخر المساء بعد خروجهم من عملهم وهذا بعد أن حرموا من الاستفادة من حافلات النقل الخاصة بالعمال، المنعدمة في بعض المؤسسات العمومية والخاصة، فيضطر الموظف إلى التنقل ما بين الحافلات من أجل الوصول إلى بيته وخلال ذلك تواجهه بعض العناصر المنحرفة التي تستغل الظلام من أجل التربص بضحاياها الذين لا مناص لهم إلا الرضوخ لمطالبهم بمنحهم ما يريدون من أموال وبعض الأغراض الأخرى كالهواتف النقالة وإلا تعرضوا للضرب والاعتداء.. وللإشارة فإن كل من محطة 2 مايو 1962 ومحطة تافورة للنقل الحضري وشبه الحضري تعتبران أكثر المحطات التي تكثر فيها الاعتداءات وكانت هذه السنة بمثابة نقطة سوداء من حيث عدد حالات الاعتداء في كلا المحطتين المتجاورتين والتي تفصل بينهما محطة نقل الطلبة، ورغم أن كل من محطة تافورة و2 مايو تشهدان إقبالا كبيرا من مختلف الفئات بما أنهما الوحيدتان في المنطقة من حيث قدرة الاستيعاب فيما يخص عدد خطوط النقل والحافلات، كما أن موقعهما لعب دورا هاما من ناحية الإقبال، إلا أنه بمجرد حلول آخر المساء والظلام المبكر الذي يغطي العاصمة في وقت مبكر جدا خلال هذه الأيام، ولأن هذه المحطات تخلو من الرقابة المكثفة من طرف أعوان الأمن فإن الاعتداءات أصبحت في الآونة الأخيرة شبه يومية، وحدث ولا حرج عن الاعتداءات والتحرشات المرتكبة على مستوى محطة المسمكة التي كانت بديلا عن محطة ساحة الشهداء والتي جمدت وحوّلت إلى استعمال آخر بعد اكتشاف المدينة الأثرية تحت المحطة القديمة، وكانت النساء أكثر عرضة لهذه الأفعال، فلا تعد ولا تحصى حالات الخطف والتحرشات التي تعرضت لها بعض الفتيات أثناء انتظارهن للحافلة التي تتأخر عن موعدها كالعادة خاصة في آخر المساء عند ازدحام الطريق، فتستغل بعض العناصر المنحرفة قلة الحركة في المحطة مع الظلام ونقص الإنارة العمومية مع بعد المحطة عن المناطق السكنية فيتربصون بضحيتهم وينفذون اعتداءهم دون تدخل من أحد.. وهذه الحالة من اللاأمن التي تشهدها محطات النقل الحضري وشبه الحضري بالعاصمة خلقت الذعر لدى المواطنين الذين لا حل أمامهم إلا استعمال هذه المحطات مع كل ما تحويه من أخطار فيما يخص تهور بعض السائقين في النقل الخاص أو فيما يتعلق بغياب الأمن خاصة في آخر المساء، فهل سيظل قطاع النقل في بلادنا سببا مباشرا في هلاك المواطنين بشتى الوسائل؟ فوزارة النقل مطالبة بتوفير النقل في هذه المحطات كما هو الشأن في خطوط الميترو، بحيث تمكنت مصالح الأمن من تأمين 13 مليون شخص منذ بداية افتتاح الميترو في نهاية سنة 2011، بحيث استطاعت شرطة الميترو حمايتهم من التعرض للاعتداء والسرقة من خلال كاميرات المراقبة والعدد الكبير لأعوان الأمن المنتشرين عبر كل أركان هذه الوسيلة، وهذا ما يطلبه زبائن حافلات النقل الحضري وشبه الحضري بمحطات العاصمة، فنسبة قليلة من أعوان الأمن تضمن لهم بعض الحماية خاصة في آخر المساءات الشتوية.