تسارعت الأيام وتوالت لتواري سنة 2012 وتودعها مستعدة لاستقبال سنة 2013 تاركة وراءها بصمات على صفحاتها اختلفت بين البيضاء التي صنعت أفراحنا سواء الرياضية أو الاجتماعية وأخرى قاتمة زادتنا غبنا على غبن وعجلت بنا إلى الاستعانة بصلاة الاستسقاء عسى ولعل تخضر أرض رياضتنا وترتقي من الانحطاط والبرطيط الذي غزى حتى الملعب التاريخي والأولمبي 5 جويلية، إنما بالأحداث تذكر الأيام وبالإنجازات تخلد السنين فكيف كانت يا ترى سنة2012 مع رياضتنا عامة وكرة القدم خاصة وحتى واقعنا الاجتماعي. سنة المال والأعمال كانت هي سنة 2012 حيث أصبح المال سيد المجالس وغلاء الأسعار موضة العام إذا كانت الزيادات والتعويضات التي أقرتها حكومة السي أويحيى نقمة علينا وعلى رياضتنا وليست نعمة فبفعل البحبوحة المالية التي أنعشت جيوب العمال (بما فيهم المعلمون الذين كان يضرب بهم المثل في البخل وأصبح الآن يضرب بهم المثل في التقلاش) لجأ أصحاب المهن والحرف إلى رفع أسعارهم ومما جعل المستوى المعيشي يتراجع وينحط رغم دسامة الرواتب، دسامة لحقت حتى أجور وإمضاءات اللاعبين فصرنا نرى لاعبين يوقعون بالملايير وأرجلهم أرجل معيز ولا يقدمون ولا يؤخرون في وضعية نواديهم، لدرجة أن فريق الأحلام صرف ما مقداره ميزانية دولة الموزنبيق ولم يعد إلا بخفي حنين، دخول الكرة سوق المال والأعمال جعل نتائجنا القارية تعرف نكسة غير مسبوقة ليبقى حلمنا في التتويج بكأس الرابطة أو تمثيل إفريقيا في كأس العالم معلقا إلى حين أو لنقل أصبح مستحيلا بعدما صنعت الأموال من اللاعبين عارضي أزياء في طرق الجامعات وممرات الليسيات. ولعل أكبر المستفيدين من فوضى حواس سنة2012 كان الوفاق السطايفي بتتويجه بالدوبلي برغم ما عرفه بيت الوفاق من صراعات وانشقاقات بعدما أغرت السياسة حكوم وجعلته يحلم بالباسبور الأحمر والحصانة الديبلومسية ليعيش لحضات نائما في العسل ويستفيق على إخفاق جعله ينطوي على نفسه ويكون السبب غير المباشر في تطليقه بيت الوفاق، ربما حكوم لم يفهم رسالة الأنصار الذين أرادو إخباره بطريقة غير مباشرة أنه مكانه في الوفاق ولن يتركوه عاقبوه بالصندوق لكن الساورة وسكان منطقة بشار والجنوب فهموا أن فريقهم يمكن تحقيق المستحيلات وأن مكانه وسط النخبة وهو ماكان لهم فشرفت الاورة الجنوب وأصبحت سفيرتهم في القسم المحترف الأول برغم الصعاب والتحديات. سنة 2012 ، كانت سنة قاحلة بالإنجازات الرياضية حيث تجرعنا مرارة الإخفاقات في شتى المحافل الرياضية فلا كرة القدم ولا كرة اليد أو السلة أو الطائرة وحتى الرياضات الفردية لن تستطع افراحنا أو حفظ ماء وجهنا اللهم الحالة الشاذة مخلوفي الذي رفع العلم عاليا في لندن، أغلق الأفواه التي نالت نشيدنا الوطني بسوء فأخرسهم وأجبرهم على سماعه رغم أنفهم، إخفاقات بالجملة ومهازل لم تستطع أن تنسينا مهازل الطريق السيار شرق غرب أو مهازل الميترو وفضيحة لونساج وانفتاح الباب على مصراعيه للمهربين والمختطفين وغير ذلك.. سنة2012 كانت سنة خير على المنتخب الذي استطاع اقتطاع تأشيرة العبور إلى كان جنوب إفريقيا بعد اكتساحه لمنافسيه وتطليقه عقدة الغياب عن الكان التي كادت أن تكون عادة، نجاح كان للكوتش الجديد وحيد يد فيه لكن سنة كانت سنة النبش في كل مايخص هذا الكوتش الذي تجرأ وقطع قنوات التدخل والإمداد لصحافة أصبحت نتنة فأرادت أن تحفر له وتقزم إنجازه وتحقره في قلوب محبي الخضر لك وحيد أسكتهم فوق الميدان في انتظار القادم، هكذا رد حاليلوزتيش العسكري المخضرم والذي كان فوق الميدان عكس رد بعض الأحزاب في الانتخبات التشريعية والمحلية والتي كانت فوق الطاولة لتكرس مقولة منا وإلينا. هكذا كانت سنة2012 سنة البحبوحة والانحطاط، سنة التغيير الذي أتى حتى على وزراء انبتو جدورا في وزارتهم برغم المهازل التي صنعوها، تغيير لم يغير من واقع رياضتنا ولا يومياتنا، نودع سنة وروائح إخفاقتها ومهازلها تزكم أنوفنا فهل سنعتبر من ذلك ونشمر على ساعد الجد لخلق دكليك كالذي تفعله النوادي بتغيير مدربيهم (عندنا أصبحت موضة وليست خيارا تكتيكيا) لتحقيق انطلاقة جديدة مطلع سنة 2013 عسى ولعل نحقق البعض من أحلامنا الكروية والاجتماعية البسيطة، * العضو: ناس تفهم فالبالون