حذرت المفوضية العليا للاجئين في الأممالمتحدة من ارتفاع عدد الهاربين من مسلمي الروهينغا في أراكان نتيجة الظروف الصعبة التي يعيشونها في بلدهم بورما، مشيرة إلى أن أكثر من 13 ألفًاً هربوا في العام الماضي، متوجهين إلى بنغلاديش في رحلات خطيرة عبر خليج البنغال، وأن 485 منهم لقوا مصرعهم نتيجة غرق أربعة قوارب، ويتوقع أن يكون عدد القتلى أكثر من ذلك بكثير. وقال المتحدث بإسم المفوضية أدريان إدواردز خلال مؤتمر صحفي عقده في جنيف إن أعداد الهاربين من مسلمي الروهينغا بالقوارب غير الشرعية عبر الأنهار المطلة على البلاد، في ازدياد مستمر، وأضاف أن : (أكثر من ألفي شخص غادروا أراكان، متجهين إلى دول جنوب غرب آسيا، ولم تعرف الدول التي يستقرون فيها). وأفاد إدواردز أن: (الهاربين يضطرون لدفع الأموال في سبيل إكمال رحلاتهم البحرية، والوصول إلى الأماكن التي يتوقعون وجود أقارب لهم فيها، ويستغل المهربون على الحدود التايلندية الماليزية، ظروف مسلمي الروهينغا، ويبتزونهم أبشع ابتزاز، ويبيعونهم أحياناً إلى تجار الأعضاء البشرية). وناشد إدواردز الدول الآسيوية التي يصل إليها مسلمو الروهينغا، التعامل معهم برفق وعدم إعادتهم وطردهم من البلاد، وإبلاغ الأممالمتحدة بأعدادهم وأوضاعهم، لأن الأممالمتحدة ستعمل على تأمين مساعدات لهم، وفق ما ذكره المتحدث. إلى ذلك، روى مواطن روهينغي أجبرته المحنة التي يعانيها في بلاده على الهجرة إلى الهند، أنه قطع مسافة تجاوز 3000 كيلو متر، ليلقى عليه القبض ويوضع وراء القضبان. وذكرت وكالة أنباء الروهينغيا أن عزيز عبد الرحمن في العقد الثالث من عمره، فرَّ في ليلة باردة مع أقاربه عبر نهر ناف على قوارب خشبية للصيد، ونزلوا على ساحل (شيتاجونغ بنغلاديش) بطرق غير رسمية، ووصلوا إلى مخيم للاجئين لا تتوفر فيه سبل العيش. ويروي عبد الرحمن أنه تبعًا لذلك، استمروا في رحلتهم تحت تهديدات الجوع حتى وصلوا بعد أربعة أيام مدينة كلكتا شرق الهند، وهناك لم يكن الحظ معهم حيث إنهم وقعوا في الاعتقال على يد قوات الأمن. وقال أحد الضباط الهنود: هناك المزيد من هؤلاء يتدفقون، ودولة تايلاند قررت ترحيل 900 منهم، ولأن مجلس حقوق الإنسان طلب من الدول المجاورة فتح حدودها للروهنغيا، لذا فإن أكثر من 4000 منهم يقيمون الآن في المدن الهندية المختلفة، مع عدم منحهم صفة لاجئ، ولكن الهند سمحت لهم بالبقاء، ونحن نضطر إلى التصرف وفقًا لأمر من المحكمة. يذكر أن (ميانمار) كانت تسمى (بورما) وهي إحدى بلدان الهند الصينية، وتحوي أكثر من ستة ملايين مسلم، ووصل اضطهاد المسلمين إلى درجة الإبادة الجماعية، حيث ادعت السلطات البورمية أن جماعات الروهنغيين ليسوا من مواطني بورما، وهو ما عُدَّ افتراءً باطلاً، حيث إن هذه الجماعات المسلمة في المنطقة منذ خمسة قرون، وجوهر هذه الفرية هو التخلص منهم كمسلمين للتقليل من نسبة المسلمين في ميانمار.