تعيش أكثر من 45 عائلة قاطنة بحي بوستة بن أعمر التابع إقليميا لبلدية بورقيقة بتيبازة حياة التهميش والعزلة منذ سنوات طويلة جراء جملة من المشاكل والنقائص المتعددة والتي أثرت سلبا على حياتهم المعيشية إزاء انعدام أدنى مرافق الحياة الطبيعية على غرار الغاز الطبيعي والماء الشروب وغيرها من ضروريات العيش الكريم. وما زاد الطين بلة افتقاد بعض العائلات لعقود ملكية سكناتهم الأمر الذي زاد أوضاعهم سوءا وتعقيدا، مطالبين في العديد من المناسبات بمنحهم عقود الملكية للسكنات القاطنين بها، وحسبهم أن هذا الأمر وقف عثرة في قيامهم ببعض التعديلات في مساكنهم وتوسيعها، خصوصا وأن أبناءهم على عتبة الزواج وتكوين عائلات وبهذا سيواجهون أزمة ضيق حقيقي مستقبلا على حد تعبيرهم، كما أن غياب المرافق الضرورية على غرار انعدام سوق جواري ومقاهي الأنترنت ومرافق رياضية وثقافية وصحية أدخلهم في عزلة بأتم معنى الكلمة، ولم تنته المعاناة عند هذا الحد بل تضاف إليها مشاكل وسائل النقل القليلة جدا إن لم نقل المنعدمة، أما عن المسالك الداخلية فحدث ولا حرج فهي عبارة عن مسالك ترابية وحفر تتحول في فصل الشتاء إلى مستنقعات وكتل من الأوحال يصعب على الراجلين اجتيازها، ويضيف محدثونا بعبارة الاستياء أن هذا الحي منسي ولا يرقى لتطلعات المسؤولين وأنهم لا يعرفون طريقه إلا مع اقتراب موعد الانتخابات، تتهاطل الوعود والإغراءات من طرف هؤلاء من أجل أخذ أصواتهم وبعدما يظفر أحدهم بكرسي الرئاسة يدير لهم ظهره كما لم ينتموا أصلا لتلك البلدية، إنه فعلا واقع مزري وكارثي للغاية يعيشه سكان الحي في ظل غياب أدنى شروط العيش الكريم. (أخبار اليوم) تنقلت إلى الحي المذكور لتنقل انشغالات سكانه فوقفنا على مدى الوضع المؤسف والمعاناة التي يتخبط فيها هؤلاء وما يواجهونه داخل تلك السكنات والحي ككل، وفي هذا الشأن يطالب السكان الجهات الوصية بمنحهم عقود ملكية بيوتهم حتى يتسنى لهم القيام بعملية توسيع وبناء غرف إضافية لأبنائهم للأسباب المذكورة سالفا، بدلا من تزاحم عائلة متكونة من 12 فردا تحت سقف واحد، لكن عمليات الترميم والتوسع تبقى مرتبطة بعقود الملكية للبعض كما سبق الذكر ما يعني تكبدهم خسائر مادية في حال اختراقهم القانون، وهم اليوم في حيرة من أمرهم، هذا رغم الطلبات والشكاوي المودعة لدى مصالح البلدية لأجل تسوية وضعياتهم ومنحهم عقود الملكية خاصة بالأرض التي يتموقعون عليها، إلا أن شكاويهم حبيسة الأدراج حسب السيد جليل. وقد عبر سكان حي بن أعمر عن استيائهم إزاء غياب أهم عنصر ضروري وهو الغاز الطبيعي الذي يفتقر عند بعض العائلات ما زاد الأمر حدة، حيث يضطرون لقطع مسافات لجلب غاز البوتان الذي يبعد عن مقر سكناهم عدة كيلومترات، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل يضاف إليه مشكل اهتراء الطرقات التي صعبت عليهم التنقل، أين لاحظنا أثناء تواجدنا بالحي بركا من المياه الموحلة تغرق الحي، وبالتالي تخلق عزلة خصوصا بالنسبة للأطفال المتمدرسين والعمال. من جهة أخرة، بات انعدام ممر علوي للراجلين يشكل خطرا حقيقيا على حياة السكان، وبالخصوص تلاميذ المدارس مما يضطرهم الأمر إلى قطع الطريق السريع مشيا على الأقدام، مسافة طويلة، وقد أضاف أحد السكان أنهم يعيشون على كف عفريت، وفي حالة من الخوف الشديد فهم يصطحبون أطفالهم بأنفسهم خوفا من حوادث المرور التي تهددهم في أية لحظة، ومازاد حسبه من تذمرهم عدم توفير مصالح البلدية النقل المدرسي لأبنائهم على غرار المناطق المجاورة الأخرى التي استفادت من حافلات نقل خاصة بالمتمدرسين، لذا فهم يطالبون بإنشاء ممر علوي للراجلين ليضمنوا على الأقل سلامتهم من الخطر الذي يتربص بهم وبأبنائهم، وفي الأخير حملنا هؤلاء السكان مسؤولية إيصال أصواتهم للسلطات العليا في البلاد عبر صفحاتنا ورفع انشغالاتهم من بينها الغاز وتهيئة الطرقات والمركز الصحي وغيرها من المرافق الضرورية.