لا تزال العائلات القاطنة بحي 11 ديسمبر ببلدية أولاد الشبل، جنوب العاصمة، يتجرعون مرارة العيش في بنايات هشة، إلى جانب إنعدام مياه الشرب، ناهيك عن مشكل عقود الملكية التي طال انتظارها، هذا ما جعلهم يعيشون ظروفا صعبة، معربين عن استيائهم الشديد لما وصوفوه "بالتهميش واللامبالاة" السلطات الوصية لإنشغالاتهم المتعلقة بالحياة اليومية. يعود تاريخ تشيد هذه البيوت الفوضوية إلى ما يزيد عن 15 سنة، حينما كانت المنطقة عبارة عن مساحة خضراء، استوطنها مجموعة من العائلات وبنو فوقها بيوتهم بعدما تعذر عليهم إيجاد مكان يلجأون إليه، في ظل أزمة السكن التي يشتكي منها معظم سكان العاصمة وحتى الولايات المجاورة والتي تنعدم بها أدنى ظروف العيش الكريم، بداية بسكنات هشة قابلة للسقوط في أية لحظة، ورغم ذلك تبقى بعيدة عن دائرة اهتمام المسؤولين، وخلال زيارة قادتنا إلى الحي، لمعرفة حجم معاناة السكان، أين عبر العديد ممن التقيناهم عن قلقهم إزاء الوضعية التي يعيشونها، وحسب هؤلاء فإنهم قاموا في العديد من المرات بترميم سكناتهم بما لديهم من إمكانيات مادية، إلا أن وضعيتها بقيت على حالها، وفي هذا السياق كشف أحد القاطنين عن مشكل عدم امتلاك السكان لعقود ملكية لسكناتهم والتي طال انتظارها رغم الوعود التي تم تقديمها من السلطات المحلية بهذا الشأن، الشيء الذي علق الكثير من العائلات وجعلهم في قلق دائم، فيما يخص حصولهم على تلك العقود، والتي تتضمن حقهم في ملكية هذه المساكن، والتي تعتبر المأوى الوحيد لهم، كما أضاف السكان مشكلا آخر وهو غياب مياه الشرب الذي أصبح هو الآخر هاجسا يؤرق السكان خاصة في كيفية اقتنائه، وما زاد من متاعب السكان ومخاوفهم وهو انتشار المنحرفين وقطاع الطرق، والذين فرضوا سياستهم على السكان وحتى الغرباء فمن يحاول الدخول سيكون مصيره حتما الوقوع بين أيدي هؤلاء اللصوص الذين احترفوا المهنة وجعلوا المنطقة تعيش عزلة اجتماعية خانقة في ظل غياب الأمن.وأمام هذه الوضعية التي أصبحت لا تطاق على حد تعبير العديد من القاطنين بالحي ل"الجزائرالجديدة" جدد مطالبهم إلى السلطات المعنية والخاص بمنحهم عقود مليكة تمكنهم من ترميم منازلهم مع تزويد الحي بمختلف المرافق الضرورية مع توفير الأمن.