ذكرت مصادر صحفية في مالي أن مداخل وشوارع تمبوكتو المالية قد خلت تمامًا من أيّ حركة وأصبحت شبه خاوية من السكان. قال مراسل الجزيرة إن المدينة تعاني من فراغ أمني كبير، ومن بقي من السكان فيها يعيش في حالة من القلق والرّعب، بالإضافة إلى انقطاع الكهرباء والماء والاتّصالات، وأشار إلى أن المدينة شهدت عمليات نهب وسرقة حسب شهود العيان، والذين أعربوا عن قلقهم من حملات اضطهاد عرقية تستهدف العرب والطوارق. ومن جهة أخرى، شنّ الطيران الحربي الفرنسي غارات على مركز قيادة المسلّحين في مدينة تمبوكتو، وتحدّثت مصادر عن تحرّك المسلّحين من وسط مالي إلى كيدار أقصى الشمال الشرقي المتاخم للحدود مع الجزائر. وقال أحد سكان بلدة أنسونجو، وهي بلدة تقع قرب حدود النيجر إن الضربات الجوية أجبرت المقاتلين الإسلاميين على التخلّي عن بعض المواقع الرئيسة. وبينما أعلنت باريس أن جنودًا تابعين للقوة الإفريقية توجّهوا إلى وسط مالي، حذّرت منظماتٌ دولية من حدوث تجاوزات هناك، حيث قالت المفوضة الأوروبية للمساعدات الإنسانية كريستالينا جورجيفا: (نحن قلقون جدًّا من التقارير التي تتحدّث عن إمكانية حصول صراعات ومعارك عرقية، وتجاوزات بداعي الثأر). وطلبت منظمتان للدفاع عن حقوق الإنسان فتح تحقيق عاجل حول (ادّعاءات) بتجاوزات ارتكبها الجيش المالي. وطالبت منظمة (هيومن رايتس ووتش) أيضًا بإرسال مراقبين من الأمم المتّحدة. وبعد 14 يومًا على بداية التدخّل الفرنسي اتّهم الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان جنودًا في الجيش المالي بتنفيذ (مجموعة من الإعدامات التعسّفية) في غرب ووسط مالي، وطالب بإنشاء لجنة تحقيق مستقلة على الفور. وقد أُعدم 11 شخصًا على الأقل في سيفاري (650 كلم شمال شرق باماكو) في معسكر للجيش المالي، وفق ما قالته المنظمة غير الحكومية التي تجري منذ أيّام تحقيقًا حول هذه الحالات.