* مدلسي: "الماليون يواجهون مشاكل عديدة" مع توجه حلبة الصراع إلى شمال مالي وتحديدا إلى المناطق الحدودية مع الجزائر، تشهد عدة مناطق هناك إرتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان، وما يعزز من مخاوف المتتبعين إعلان الناطق باسم قيادة أركان الجيش الفرنسي الكولونيل تيري بوركار أمس الأحد أن القوات الفرنسية شنت (غارات جوية كبيرة) ليلة السبت إلى الأحد على شمال كيدال بمالي وذلك بعد ساعات من زيارة الرئيس فرنسوا هولاند إلى (تمبوكتو) والعاصمة (باماكو). وقال الكولونيل تيري بوركار أمس إن عمليات القصف على شمال (كيدال) وفي منطقة (تيساليت) مستهدفة مستودعات لوجيستية ومراكز تدريب (للمجموعات المسلحة). وأوضح أن (ثلاثين طائرة شاركت بين مقاتلات وطائرات تزويد بالوقود في الجو وطائرات استطلاع). وقد أصبح النزاع كابوسا حقيقيا بالنسبة لسكان بلدة سيجو، جارة مدينة ديابالي التي اتخذ مئات من جنود الجيش المالي منها مخيما لهم. كانت هذه المدينة بين الأهداف الأولى التي قصفها الطيران الفرنسي. وغادرت القوات الفرنسية هذه النقطة الاستراتيجية المهمة بعد تحولها إلى ركام من القمامة والرماد، لكن هذا يمثل إصابات سطحية مقارنة بما عاناه المدنيون. وواصلت جهات دولية عدة تعبيرها عن قلقها بسبب الأنباء المتواترة عن انتهاكات مستمرة لحقوق الإنسان -من بينها جرائم اغتصاب- يرتكبها جنود ماليون بحق السكان العرب والطوارق، أثناء الحملة الجارية.. واصلت جهات دولية عدة تعبيرها عن قلقها بسبب الأنباء المتواترة عن انتهاكات مستمرة لحقوق الإنسان -من بينها جرائم اغتصاب- يرتكبها جنود ماليون بحق السكان العرب والطوارق، أثناء الحملة الجارية التي تقودها فرنسا لاستعادة أراضي شمالي البلاد الذي تسيطر عليه جماعات إسلامية. وعلى هامش اجتماعات قمة الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه بسبب التقارير الواردة عن انتهاكات حقوق الإنسان في مالي، ودعا رئيس مالي المؤقت ديونكوندا تراوري إلى (ضمان احترام حقوق الإنسان والتقاليد الإنسانية) من قبل القوات الوطنية والقوات الدولية في مالي. وفي السياق نفسه، قال مدير مراقبة حقوق الإنسان في الأممالمتحدة فيليب بولبيون إن منظمته وثقت العديد من الأدلة على ارتكاب الجيش المالي (جرائم خطيرة)، ومن بينها مزاعم بارتكاب جرائم اغتصاب. ومن جانب آخر، قال شهود عيان في مالي إنهم عثروا على جثث في قعر بئر في مدينة سيفاري تعود لأشخاص قتلهم الجيش المالي للاشتباه في أنهم كانوا على صلة بالجماعات المسلحة في الشمال. وأفاد شهود العيان بأن الجنود أطلقوا الرصاص على الضحايا بينما كانوا في محطة للحافلات، وألقوا بجثثهم في البئر. وأضاف الشهود أن الجنود صبوا البنزين في البئر وأضرموا النار في الجثث. كما اتهم حقوقيون فرنسيون الجيش المالي بتنفيذ إعدامات ضد من يشتبه في تعاونه مع الجماعات المسلحة في الشمال. وقد تعهد متحدث عسكري في مالي بإجراء تحقيقات في حالات الانتهاكات التي اتهم الجيش المالي بارتكابها. وقال المتحدث إن الجيش سيحدد أولا ما إذا كانت هناك أدلة على حدوث تلك الانتهاكات. وكانت منظمات حقوقية دولية قد اتهمت الجيش المالي بقتل 33 مدنيا منذ بدء العمليات العسكرية في العاشر من هذا الشهر. وقال الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان إنه تحقق من أن سلسلة تصفيات تعسفية نُفذت بأيدي عناصر من القوات المسلحة، اعتباراً من العاشر من الشهر الجاري. خصوصاً في سيفاريه وموبتيونيورو، وبلدات أخرى تقع في مناطق المواجهات. وفي باماكو، ندد الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان بأعمال نهب وتخويف أثناء عمليات تفتيش قام بها الجيش في نحو عشرة منازل للطوارق قبل أيام. وفي سياق ذي صلة، صرح وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي أمس الأحد بالجزائر العاصمة أن هناك مشاكل لا زالت تعترض الماليين وكل من يقدم لهم المساعدة لاستتباب الأمن والاستقرار في هذا البلد. وقال السيد مدلسي في تصريح للصحافة على هامش مراسم اختتام الدورة الخريفية لمجلس الأمة أن الوضع في مالي (وإن كان يبعث على التفاؤل) فهو (لازال يعرف مشاكل تعترض الماليين وكل الذين يقدمون لهم المساعدة لعودة الاستقرار والأمن) لهذا البلد حتى (يبني دولته ويطمح إلى النمو). وأضاف بأن الوضع في مالي (يخص الماليين) مسجلا أن هؤلاء (يقومون بجهود كبيرة للخروج من الأزمة) التي يمر بها بلدهم.