ضحية إرهاب لا تريد إلا الانصاف عجوز تعاني ضيق السكن و"حقرة" مير الأبيار تعيش السيدة فتيحة سلاطنة التي تجاوزت العقد السادس من عمرها في غرفة واحدة تشبه إلى حد كبير كهفا أو مغارة وهي متواجدة بإحدى المنحدرات بالبيوت القصديرية ب 19 شارع عين الزبوجة ببلدية الابيار منذ أكثر من نصف قرن تتقاسم المكان مع الثعابين والجرذان. ومازاد الوضع تدهورا ومعاناة هذه الأخيرة هو انعدام بيتها المتواضع المفتقر إلى أدنى شروط العيش الكريم، ومن اجل الوقوف على وضع تلك السيدة اقتحمنا بيتها الذي لا يصلح أبدا كسكن لادميين، خاصة أن الوصول إليها جد صعب بانعدام سلالم صالحة توصل مباشرة إلى مقر مسكنها الذي تعرض جزء من جدرانه إلى الانهيار خلال الأيام القليلة الماضية، بسبب الأمطار الطوفانية والانزلاق الكثيف للتربة، وعليه تناشد السيدة سلاطنة التدخل الفوري للسلطات المحلية والعليا في البلاد انتشالها من رحم المعاناة لتي تتخبط فيها منذ سنوات خلت لاسيما وان هذه الأخيرة تبلغ من العمر أكثر من ستين سنة وتعيش وحيدة بعدما فقدت ابنها الوحيد في سنوات العشرية السوداء بعد أن خدم في صفوف الجيش الوطني لمدة طويلة إلا أن أبناء الوطن كانوا له بالمرصاد، فحرموا هذه الأم من ابنها ولم تتلق حتى من الدولة إلا وساما شرفيا كعرفان بالخدمة لا زالت تحتفظ به على سبيل الذكرى لا غير، فهي جد غاضبة بسبب حقوقها المهضومة بكونها مواطنة مولودة في حي الابيار في خمسينيات القرن الماضي ولازالت إلى الآن تسكن في نفس البيت التي ولدت فيه بعين زبوجة دون أية التفاته من السلطات المحلية، ومن جهة أخرى بصفتها أم شهيد الواجب فهي إذن تحس بأنها مظلومة بشكل كبير من طرف أبناء الوطن الذين اغتالوا فلذة كبدها ولم يمنحها المسئولون حتى حقها الشرعي في السكن، رغم أنها تعيش في ظروف ووضعية مزرية وصعبة للغاية وبيتها ينهار ببطء كل يوم حتى أن أرضية بعض الغرف تشققت بالكامل ولم تسلم حتى من الثعابين والجرذان التي وجدت ضالتها في هذا البيت بسبب وجوده داخل غابة. تعرض جزء من جدرانه إلى الانهيار كما سبق ذكره، بسبب الأمطار الطوفانية والانزلاق الكثيف للتربة وتقول رغم الوضعية المتردية التي اعيشها إلا إنني قوبلت برد قاس واستهجان من طرف رئيس بلدية الابيار السيد "عبد اللاوي" الذي قال لي بصريح العبارة أمام شهود عيان (كل الناس نساعدهم إلا أنتِ بالتحديد لن تستفيدي من شيء مادمتُ مسؤولا) وأردف قائلا (أنا لايهمني أمرك إن كنت من ضحايا الإرهاب أو غيره) وتقول: هذه المعاملة أثرت على نفسيتي كثيرا خصوصا وإنني أعاني من عدة أمراض وشعرت حينها بالظلم والحقرة. وأمام هذه التصرفات غير المسؤولة على حد تعبيرها تهدد السيدة فتيحة برفع شكوى قضائية ضد مير الابيار في حال استمرار تهميشها وتهديدها بعدم استفادتها من السكن على غرار سكان البيوت القصديرية في حال ترحيلهم، وعليه تناشد السيدة سلاطنة التدخل الفوري للسلطات المحلية والعليا في البلاد انتشالها من رحم المعاناة لتي تتخبط فيها منذ عقود ظروفا سيئة للغاية بانعدام ابسط وسائل الحياة كالغاز وغيرها من الضروريات فضلا عن أنها مهددة بالموت تحت الأنقاض بسبب استمرار انزلاق التربة من جبل أبو ليلي ومن جهة أخرى انعدام ابسط شروط العيش الكريم وفي الأخير ختمت هذه السيدة حديثها لماذا هذا التهميش والحقرة والمعاملة الجافة من طرف المسؤولين؟ أليس لي الحق في السكن كباقي الجزائريين بعدما فقدت ابني الوحيد الذي ضحى من اجل الوطن؟