ألحت مديرية الأمن الوطني على مستعملي شبكة الأنترنيت، ومشتركي مواقع التواصل الاجتماعي، على ضرورة توخي الحذر، لاسيما بعدما تحولت هذه المواقع وباتت مرتعا حقيقيا للكثير من الجرائم الالكترونية، خاصة وأن العديد من مستعمليها ينتحلون شخصيات وهمية، وأسماء مستعارة، يرتكبون من خلالها جرائم مختلفة، كالابتزاز والتحريض. أكد مصطفاوي عبد القادر، ممثل عن الأمن الوطني، في يوم برلماني حول رهانات وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي، أن الجرائم الالكترونية يمكن أن تفلت من يد القانون، نظرا لعدم وجود نصوص وتشريعات واضحة، تحدد نوع الجريمة الالكترونية وكيفية التعرف على صاحبها الحقيقي، والعقوبة اللازم تسليطها على الفاعل. من جهته، كشف الدكتور يونس قرار، باحث وخبير في تكنلوجيا الإعلام والاتصال، في مداخلته، أن عدد الجزائريين المنخرطين في شبكة التواصل الاجتماعي "الفايس بوك" فاق المليوني مستخدم، كما أن 90 في المائة من عدد المشتركين، لا يتجاوز سنهم 44 سنة، حيث تقدر نسبة الذكور من بينهم 68 بالمائة، في حين لم تتجاوز نسبة الإناث 32 بالمائة. وأشار الدكتور قرار، إلى تقدم تأثير الانترنيت في المجتمع، لتؤكد مدى ارتباط الجزائريين بالشبكة العنكبوتية، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي، التي تستقطب لوحدها 50بالمائة من إجمالي عدد المشتركين بالانترنت في الجزائر، حيث تحتل هذه الأخيرة، المرتبة 52عالميا، في درجة استعمال الفايس بوك، وهي مرتبة متقدمة نظرا لقصر عمر هذه الشبكة، التي لم يتعد تاريخ إنشائها الست سنوات. وفي ذات السياق، دعا وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار الشباب الجزائري إلى التفريق بين ما هو ايجابي، وما يمكن أن يسبب ضررا لمستعمل الانترنت، عند تصفح المواقع الالكترونية خاصة مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الفايس بوك والتويتر، التي باتت متنفسا كبيرا للشباب الجزائري، وخطرها على الشباب الجزائري كونها تعتبر فضاءات واسعة للتعبير الحر. ونبه الوزير إلى ضرورة أن يلعب المجتمع المدني دوره كاملا في تنبيه الشباب الجزائري بخطورة الوقوع في فخ الجرائم الالكترونية، وان يكون فاعلا بشكل ايجابي في تدوين معلومات ذات فائدة، والابتعاد عن جميع أشكال الانحراف التي يمكن أن نعثر عليها بسهولة داخل هذه المواقع الاجتماعية. وللإشارة، فقد نظمت لجنة الشباب والرياضة والنشاط الجمعوي بالمجلس الشعبي الوطني، يوما برلمانيا تحت عنوان "شبكات التواصل الاجتماعي عبر الانترنيت: تحليل – رهانات – تأثير"، نشطه برلمانيون وباحثون جامعيون ومختصون في منتدى للتفكير ومناقشة المسائل المرتبطة بالشبكات الاجتماعية، التي تكتسح الشبكة العنكبوتية حاليا، منها المتعلقة بتحليل ميكانيزمات ومعايير إنشاء هذه الشبكات واستخداماتها المتنوعة، وكذا التحديات الاجتماعية المتنامية، المتعلقة باستخدام هذه الوسائل الإعلامية، وبحث دورها في توجيه الرأي العام.