وزارة الشؤون الخارجية تكسر صمتها أخيرا: ليبيا وافقت على خروج عائلة القذافي من الجزائر ترحيل اثنين من كبار رجال القذافي من مصر إلى ليبيا خرجت وزارة الشؤون الخارجية عن صمتها أخيرا فيما يخص مسألة مغادرة عائلة الزّعيم الليبي الرّاحل لبلادنا، حيث أكّد النّاطق باسم وزارة الشؤون الخارجية عمّار بلاني أمس الثلاثاء أن عددا من أفراد عائلة القذافي غادروا فعلا الجزائر بطلب منهم بغرض التوجّه إلى سلطنة عمان. قال بلاني في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية (إن التصريح الجديد الذي أدلى به سفيرنا في ليبيا لوكالة الأنباء الليبية بخصوص عائلة القذافي يتيح لي فرصة الحديث مجدّدا عن هذا الموضوع للتأكيد بأن عددا من أفراد عائلة القذافي غادروا بالفعل الجزائر بطلب منهم بغرض التوجّه إلى سلطنة عمان). كما أضاف السيّد بلاني أن هذا التنقّل شكّل محور قرار مشترك بين البلدان الثلاثة وهي الجزائر وليبيا وسلطنة عمان). وقال مسؤول عماني إن بلاده منحت حقّ اللّجوء لأفراد من عائلة القذافي، منهم اثنان مطلوبان لدى الشرطة الدولية (الإنتربول)، لكن ليبيا قالت إنه من السابق لأوانه التحدّث عن أيّ طلبات محتملة بشأن تسلّمهم. يذكر أن عائلة القذافي وصلت إلى الجزائر عام 2011، بعد أن وصل مقاتلو المعارضة الليبية آنذاك إلى العاصمة طرابلس خلال الانتفاضة المسلّحة التي أنهت حكمه الذي دام 42 عاما. وقال مسؤول في الحكومة العمانية، طالبا عدم الكشف عن اسمه: (وصلت زوجة القذافي واثنان من أبنائه وإحدى بناته، بالإضافة إلى أبنائهم إلى عمان منذ أكتوبر العام الماضي). وأضاف المسؤول: (وافقنا بالفعل على طلبهم حقّ اللّجوء شريطة عدم مشاركتهم في أنشطة سياسية، ومن بين الذين حصلوا على حقّ اللّجوء عائشة ابنة القذافي وابناه محمد وهانيبال، بالإضافة إلى أرملته صفية). يذكر أن عائشة وهانيبال مطلوبان لدى (الإنتربول) بناء على طلب من السلطات الليبية، لكن لم تصدر أيّ مذكرة اعتقال دولية في حقّ محمد أو صفية. وأكّد وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز في قطر أن بعض أفراد عائلة القذافي انتقلوا من الجزائر إلى عمان، قائلا إنه من المقرّر صدور إعلان رسمي في هذا الشأن من الدول الثلاث في وقت لاحق. وقال عبد العزيز للصحفيين في الدوحة قبل القمّة العربية المقرّرة يوم الثلاثاء (إن سلطنة عمان دولة ذات سيادة ولها الحقّ مثل أيّ دولة أخرى في استقبال طالبي اللّجوء وأفراد من المعارضة السياسية)، وأضاف أن كلّ ما تطلبه ليبيا من الدول التي تستضيف مثل هؤلاء الأشخاص، سواء كانوا من عائلة أو أنصار النّظام السابق هو ألا يمثّلوا عاملا سلبيا في طريق الثورة، وسُئل عمّا إذا كانت ليبيا ستطلب تسلّمهم فقال إن من السابق لأوانه التحدّث عن ذلك. الجدير بالذكر أن سيف الإسلام ابن القذافي مثّل أمام محكمة في ليبيا للمرّة الأولى في جانفي بعد اعتقاله منذ أكثر من عام. وتريد ليبيا أن تحاكم بنفسها سيف الإسلام ومسؤولين سابقين من نظام القذافي رغم اتّهام المحكمة الجنائية الدولية ل (سيف الإسلام) بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وكان الساعدي وهو ابن آخر للقذافي، قد فرّ إلى النيجر في نهاية الثورة التي أسفرت عن الإطاحة بوالده وقتله. من جهة أخرى، رّحلت السلطات المصرية اثنين من كبار رجال الرئيس الليبي السابق معمر القذافي وهما (على ماريا) آخر سفير لنظام القذافي في مصر و(محمد القذافي) أحد أقارب القذافي على طائرة خاصّة إلى ليبيا تنفيذ لقرار قضائي مصري. وأفادت مصادر أمنية مسؤولة بمطار القاهرة الدولي بأن الرجلين وصلا إلى المطار تحت حراسة أمنية مشدّدة، حيث استقلاّ الطائرة بصحبة وفد من (الإنتربول) (الشرطة الدولية) في ليبيا. وأوضحت المصادر أن قوة (الإنتربول) المرافقة للمتّهمين قدّمت خطابًا لسلطات المطار يفيد بموافقة النّائب العام المصري طلعت عبد اللّه على إجراءات تسليم المتّهمين وترحيلهما إلى ليبيا.