قبل 48 ساعة من نهائي كأس الجمهورية أجواء استثنائية بالجزائر العاصمة تعيش العاصمة على غرار باقي الولايات على وقع الحدث الكروي الهام الذي يبعد عنا بأقل من 48 ساعة وهو الذي سيجمع بين أعرق فريقين وهما فريق مولودية الجزائر وفريق اتحاد العاصمة للفوز بلقب كأس الجمهورية الأمر الذي أدى بالمناصرين إلى خلق أجواء رياضية مميزة طبعها انطلاق الأغاني الرياضية من طاولات بيع المقتنيات الرياضية والسيارات من دون أن ننسى الحضور القوي للراية الوطنية والأعلام التي تحمل ألوان الفريقين والتي جمعت بين اللونين الأحمر والأخضر مناصرة لمولودية الجزائر وكذا اللونين الأحمر والأسود الخاصين بفريق اتحاد العاصمة. الزائر لأحياء بقلب العاصمة على غرار القصبة، باب الوادي، بولوغين، باب الجديد، سوسطارة، طقارة، واد قريش، تيليملي تظهر له حركية غير معهودة ميزها التحضير المكثف لمناصرة الفريقين الذي سيجمعهما بعد غد لقاء حاسم لأخذ اللقب الجمهوري بافتكاك كأس الجمهورية، وهو الحدث الهام الذي لم يمر مرور الكرام بين المناصرين، وبدأت الأجواء قبل الموعد الحاسم بأيام بحيث طغت على كامل الأحياء الشعبية. طاولات بألوان الفريقين وكانت الفرصة للشبان من أجل الاستثمار بنصب طاولات البيع التي امتلأت بالمقتنيات الرياضية الخاصة بالفريقين معا على غرار البذلات الرياضية والقبعات ومعاصم اليد والأعلام والصفارات والأبواق المستعملة للمناصرة يوم المباراة، وقد انتشرت الطاولات بمحاذاة الأسواق وبمداخل الأحياء الشعبية على غرار باب الوادي، القصبة، باب الجديد، شارع بلوزداد، ساحة أول ماي وأغلب النواحي العاصمية، وكانت تحاذي تلك الطاولات مكبرات الصوت التي انطلقت منها الأغاني الرياضية خفيفة الريتم لصنع أجواء العرس الكروي الهام من دون أن ننسى الرايات التي بلغ طولها أمتارا متعددة، وعلقت على مستوى الطرقات، بحيث ظهرت العاصمة مزدانة بألوان الفريقين وعاش الكل تلك الأجواء. تقربنا من ناحية الساعات الثلاث بباب الوادي كناحية معروفة بحيويتها في كل وقت وتزدها الأحداث الكروية بهجة وتميزا بحيث اصطفت الطاولات التجارية بها وعرضت أغلب المقتنيات الرياضية، اقتربنا من بعض الباعة الذين كانوا أغلبهم من الشباب ينتهزون الفرص لأجل الخروج من قوقعة البطالة منهم أحد الشباب الذي عرض على مستوى طاولته مختلف المقتنيات الرياضية من ألبسة ومستلزمات مستعملة في مناصرة الفريقين، إذ قال إن الحدث هو هام جدا وجب عيش أجوائه مع المناصرين، ووفر على مستوى طاولته مقتنيات خاصة بالفريقين تراوحت بين اللونين الأحمر والأخضر وكذا الأسود والأحمر، وعن الإقبال قال إنه يتزايد مع العد التنازلي لاقتراب المباراة الفاصلة وهو من مختلف الشرائح بدءا بالأطفال ووصولا إلى الكبار ومن الجنسين لاسيما وأن من الأمهات من تقبل لاقتناء بذلات رياضية للرضع من أجل لبسها في ذلك اليوم وأخذ صور تذكارية بها. أما شاب آخر من المدنية ففضل عرض مقتنيات الفريق الذي يناصره وهو فريق مولودية الجزائر، وصرح أنه لا يستطيع بيع مقتنيات الفريق الخصم كونه يعشق مولودية الجزائر حتى النخاع كيف لا وهو ابن المدنية أو (صالومبي) سابقا. الحدث ينسي المواطنين أزمة السكن ظهرت الرايات المناصرة للفريقين حتى على مستوى شرفات المنازل المهترئة المنتشرة بباب الجديد، ذبيح الشريف، القصبة وعوّل هؤلاء المناصرون نسيان كل الهموم ولو لفترة وعيش الأجواء الرياضية بكل حماسة، وهو ما لاحظه الكل خصوصا وأن الكل ينغمس في عيش تلك الأجواء، وأغلب العائلات تنساق إلى الفريق المناصر من طرف الأبناء وتتأثر به، بحيث يذهب هؤلاء إلى تعليق الأعلام في الشرفات ما قالته السيدة سميرة التي قالت إنها رأت تلك الرايات على شرفات مهترئة على مستوى القصبة، باب الجديد، ساحة الشهداء، مما يؤكد تضامن الكل خلال المناسبات والأعراس الرياضية والابتعاد عن الهموم ومشاكل السكن ولو لفترة محدودة وكأن تلك المناسبات جعلت للترويح عن النفس ونسيان تلك الأزمات، بحيث ظهرت تلك الرايات المناصرة للفريقين بمحاذاة الرايات الوطنية على مستوى الشرفات وهي العادة التي تذهب إليها أغلب العائلات خلال المناسبات الرياضية مثلما عشناه في كأس العالم وكذلك كأس جنوب إفريقيا خصوصا وأن المناصرة والتأييد للفرق الوطنية سواء للمنتخب الوطني أو الفرق المحلية هي من مميزات الجزائريين. فتلك الأجواء سكنت في عروق الجزائريين لاسيما في الأحياء الشعبية التي تهوى الترويح عن النفس والقضاء على الروتين في أغلب المواعيد الرياضية بحيث تظهر المواكب المشجعة، وتنطلق الأغاني الرياضية وتعيش كامل الأحياء في صخب لا تخرج منها إلا بعد إجراء المباراة والاحتفال بالفريق الفائز في تلك الليلة التي تتضاعف فيها الأجواء بصفة حتمية. شعارات "خاوة خاوة" تطغى على الأحاديث يتخوف الكل من إفرازات المباراة واحتمال وقوع مشادات بين أنصار الفريقين بعد المباراة التي ستحسم الأمر بفوز أحد الفريقين بالسيدة الكأس، إذ ستجرى المباراة تحت حراسة أمنية مشددة بتسخير ثمانية آلاف شرطي لتأمين اللقاء، بالإضافة إلى أعوان الدرك الوطني قياسا على التجارب السابقة التي كانت تختم فيها المباريات بأحداث عنف وتخريب، ووصل الأمر إلى سقوط الأرواح، وهو الجانب السلبي للمباريات التي كان من الأولى أن تكون عاملا لزيادة الروابط الأخوية بين المناصرين، لا للتفريق ونشر العداوة فيما بينهم ومن ثمة كانت الشعارات الطاغية على أغلب الأحاديث لمواطنين اقتربنا منهم بأحياء في قلب العاصمة، تتمحور كلها حول نشر الهدنة وإطلاق مبادرات لتعقيل المناصرين خوفا من حدوث انزلاقات بعد انتهاء المباريات وتسجيل أحداث عنف مثلما عهدته المرات السابقة، بحيث كان الكل يحث على تقبل نتائج المباراة والعمل بمقولة (الفوز للأحسن) أي لمن كان أداؤه جيدا في الميدان ما أوضحه السيد جمال الذي التقيناه بسوسطارة بالعاصمة وهو من مناصري اتحاد العاصمة، إذ قال إن المباراة هي محلية مائة بالمائة ولا حاجة لنا - يقول - إلى الدخول في تلك المتاهات وإسالة الدماء بين إخوة يجمعهم الوطن الواحد والراية الواحدة، وتبقى مباراة لتقييم مستوى لاعبينا سواء في مولودية الجزائر أو اتحاد العاصمة والفوز لمن كان أداؤه أحسن، وتمنى أن تسود الروح الرياضية بملعب 5 جويلية الذي سيحتضن المباراة مساء يوم الأربعاء. تلك هي أماني الكل بعد أن رفعوا شعارات (خاوة خاوة ما بيناتنا عداوة) لكي تسود الروح الأخوية أثناء المباراة وبعد المباراة، لاسيما وأن كرة القدم تبقى من الألعاب الرياضية الأكثر شعبية وهي في الأول والأخير رياضة بريئة من كل تلك الأفعال والتهم التي تلحقها وتعكر أجواءها التنافسية والحماسية التي يهواها الجميع والفوز دائما للأحسن. * كانت الفرصة للشبان من أجل الاستثمار بنصب طاولات البيع التي امتلأت بالمقتنيات الرياضية الخاصة بالفريقين معا على غرار البذلات الرياضية والقبعات ومعاصم اليد والأعلام والصفارات والأبواق المستعملة للمناصرة يوم المباراة، وقد انتشرت الطاولات بمحاذاة الأسواق وبمداخل الأحياء الشعبية على غرار باب الوادي، القصبة، باب الجديد، شارع بلوزداد، ساحة أول ماي وأغلب النواحي العاصمية، وكانت تحاذي تلك الطاولات مكبرات الصوت التي انطلقت منها الأغاني الرياضية خفيفة الريتم لصنع أجواء العرس الكروي الهام من دون أن ننسى الرايات التي بلغ طولها أمتارا متعددة، وعلقت على مستوى الطرقات بحيث ظهرت العاصمة مزدانة بألوان الفريقين وعاش الكل تلك الأجواء.