تعرف معظم الأسواق والمقاطعات الشعبية في هذه الأيام حركية غير عادية ميزها تهافت الزبائن على الطاولات والمحلات التي ركزت نشاطها على عرض المقتنيات الرياضية، بحيث ازدهرت تلك التجارة في هذه الأيام وعرفت إقبالا منقطع النظير من طرف الزبائن الذين أبوا إلا ارتداء تلك البذلات وإلباسها لأطفالهم في هذا اليوم تزامنا مع أول مباراة لجلب الفأل الحسن للخضر وخلق أجواء حماسية بمختلف الأزقة والمقاطعات. واللافت للانتباه أن معظم الأسواق الشعبية لبست حلة بهية زينتها الأعلام الوطنية وكذا تلك البذلات الخضراء الحاملة لأسماء وأرقام عناصر المنتخب الوطني، فكل زبون اقتنى البذلة حسب لاعبه المفضل إلى درجة وقوع بعض التجار في فخ اختيار الأغلبية لرقم واحد واسم واحد على غرار اللاعب زياني الذي أخذ عقول الكثيرين بالنظر إلى طريقة لعبه الذكية، إلى غيره من اللاعبين كالحارس فوزي شاوشي وكريم مطمور ورفيق صايفي وعنتر يحي صانع فرحة التأهل بأم درمان، إلى غيرها من الأسماء التي صنعت بطولات المنتخب الوطني. وعشق المنتخب الوطني أصبح بمثابة الدماء الجارية في عروق كافة الجزائريين، ذلك ما يجسده إقبالهم على اقتناء تلك المقتنيات الرياضية على الرغم من محدودية دخل جل الأسر، إلا أنها أبت إلا أن تصنع تلك الفرحة والأجواء الحماسية في جل ربوع الوطن التي حتما ستظهر في هذا اليوم تزامنا مع خوض الخضر لأول مباراة بحلة الألوان الوطنية. وكان الإقبال واسعا على كل المقتنيات على غرار الأعلام والبذلات الرياضية الحاملة لأرقام اللاعبين وأسمائهم، وما ميزها هو اصطفاف العشرات من الطاولات العارضة للبذلات والأعلام الوطنية وغيرها من المقتنيات الخاصة بالخضر، والتي وجدت صدى واسعا وإقبالا متزايدا من طرف المواطنين على غرار النسوة بمختلف أعمارهن اللواتي أبين إلا شراء كمية من تلك البذلات لأبنائهن للبسها في اليوم الأول من المباراة التي ستجمع الخضر مع منتخب سلوفينيا، لاسيما وأن تلك البذلات ملائمة وموسم الصيف. ووجدنا ذلك الإقبال الواسع على الرغم من الأسعار المذهلة التي عرضت بها تلك الملابس والمقتنيات، فالفرصة لا تعوض بالنسبة للتجار الناشطين في ذلك المجال، بحيث وصلت بذلة الخضر الموجهة للصغار 700 دينار، إلا أن الكل أجمعوا على شرائها كون أن خلق تلك الأجواء الحماسية ورفع معنويات الخضر لا تقارن بأي ثمن، فمن قال المنتخب الوطني قال حتما العلم الوطني، ذلك هو الشعار الذي يحمله كل الجزائريين شباب، نساء، وشيوخ، وحتى الأطفال الذين زرعت فيهم بذرة حب الوطن منذ الصغر، فما يلبث أن يسجل الفريق الوطني هدفا حتى نجدهم حاملين الراية الوطنية ومنطلقين على مستوى أحيائهم وهم يركضون ويرددون الأغاني الرياضية على رأسها »وان ثو ثري فيفا لالجيري«. اقتربنا من بعض النسوة اللواتي كنَّ بصدد شراء بعض الملابس الرياضية لأبنائهن، فقالت مريم: سأقتني خمس بذلات ولا يهمني السعر مهما ارتفع فالمهم هو إدخال الفرحة على قلوب أبنائي المهووسين بعناصر المنتخب الوطني وسأقتنيها وفقا لطلباتهم فمنهم من اختار بذلة زياني، ومنهم من اختار مطمور والآخر عنتر الجزائر، إضافة إلى بذلة الحارس شاوشي وكذلك حليش. وقالت إن المشكل التي صادفته هو انعدام بذلات بعض الأسماء نظرا للتهافت الكبير عليها، وقالت إنها ستبحث عنها في محلات أخرى إلى غاية العثور عليها وتسليمها لأبنائها، لاسيما وأنها بذلات جد ملائمة لموسم الحر. أما الحاجة وريدة فقالت إنها تسعى إلى شراء البذلات على تعداد أحفادها البالغ عددهم ثمانية لكي لا تغضب أحدا منهم، على الرغم من محدودية إمكانياتها المادية إلا أن كل شيء يهون في سبيل إسعادهم ونصرة الخضر على حد قولها.