تساءل عن سر التركيز عليها.. سلال: "ليس لدينا ما نخفيه عن صحة بوتفليقة" رجال الدولة يؤكدون تماثل الرئيس للشفاء تساءل الوزير الأول عبد المالك سلال أمس الأحد بالجزائر العاصمة عن السبب وراء تركيز (البعض) على الحالة الصحية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وعلاجه بفرنسا داعيا إلى الكف عن ذلك، ومؤكدا أن السلطات ليس لديها ما تخفيه بشأن صحة بوتفليقة. وفي كلمة ألقاها في افتتاح أشغال الملتقى الوطني حول (الاتصال المؤسساتي: حصيلة وآفاق) تطرق الوزير الأول حول ما يتم تداوله بخصوص الحالة الصحية لرئيس الجمهورية وعلاجه بفرنسا، قائلا: (بعض الرؤساء يعالجون في فرنسا لأسابيع وأسابيع دون أن يتكلم عنهم أحد كما هو جار بالنسبة للرئيس بوتفليقة). وأضاف ذات المتحدث: (لقد وصلنا اليوم إلى مرحلة أنهم يكذبوننا حتى عندما ندلي بتصريح رسمي)، قائلا أنه (من الواجب أن نقول ما يتعين قوله) قبل أن يؤكد (ليس لدينا ما نخفيه). للإشارة، فقد سبق لسلال أن وجه رسالة طمأنة للجزائريين بشأن صحة رئيسهم يوم 20 ماي، قائلا: (أريد أن أطمئن المواطنين حول الحالة الصحية للسيد رئيس الجمهورية. فبعد أن أجرى فحوصات طبية بمستشفى فال دو غراس بباريس فإن رئيس الجمهورية الذي لم يتم التطرق إلى خطورة حالته الصحية والذي يشهد تحسنا يوما بعد يوم يخضع كما نصحه أطباؤه إلى راحة تامة بهدف الشفاء التام). وأضاف سلال يومها: (إننا على يقين بأن الجزائريات والجزائريين سيفهمون أنه من خلال بث معلومات خاطئة من قبل بعض وسائل الإعلام الأجنبية حول رئيس الجمهورية الذي يعتبر المؤسسة الجمهورية الضامنة للاستقرار والأمن الوطنيين، فإن الجزائر هي المستهدفة في أسسها الجمهورية وتطورها وأمنها. إن مرض رئيس الجمهورية سيصبح عما قريب مجرد حدث عابر). رجال الدولة يؤكدون أن الرئيس بخير للإشارة فقد تقاطعت في الأيام الأخيرة تصريحات رسمية بالجملة تؤكد أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بخير، على عكس ما تروّج له بعض الجهات الإعلامية والسياسية. وفي هذا السياق، دعا الرجل الثاني في الدولة عبد القادر بن صالح، يوم 21 ماي في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح يوم دراسي حول موضوع (مجلس الأمة: التجربة والآفاق)، بمجلس الأمة بالجزائر العاصمة من سماهم (دعاة التيئيس والأصوات الناعقة إلى أن يتركوا الرئيس بوتفليقة يرتاح، مشددا على أن هذا الأخير في صحة جيدة، وعودته منتظرة قريبا، ومن جهته طالب رئيس المجلس الشعبي الوطني في اليوم نفسه (المتاجرين بصحة الرئيس) بالتحلي بالحد الأدنى من الأخلاق، وذلك وأفاد بن صالح أن الرئيس بخير. ومن جهته، دعا أيضا رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد ولد خليفة إلى الابتعاد عن (الاستثمار) في الوعكة الصحية التي ألمت برئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والالتزام ب(الحد الأدنى من الأخلاق). ونصح ولد خليفة من أسماهم (بعض الفعاليات التي تكتب وتقول وتريد أن تستثمر في مرض فخامة رئيس الجمهورية) بالالتزام ب(حد أدنى من الأخلاق واحترام الغير) مهما كانت العلاقات التي تربطهم به. وأشار إلى أن (أي إنسان صغيرا أو كبيرا ولو مولود بالأمس يمكن أن يمرض لأن هذا أمر طبيعي عند البشر). كما أكد بأن رئيس الجمهورية (سيكون إن شاء الله بعد شفائه في الجزائر). الرئيس يمارس مهامه.. وعلى عكس ما تذهب إليه بعض الأوساط السياسية التي تطالب بتطبيق المادة 88 من الدستور بعد إعلان حالة الشغور، حسبها، بسبب (عجز صحي للرئيس)، وفق ما تقوله، فإن الجهات الرسمية تؤكد أن الرئيس، ورغم مرضه، لم ينقطع عن ممارسة مهامه، حيث وقع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على مرسوم رئاسي يتضمن ترسيم تاريخ 22 أكتوبر يوما وطنيا للصحافة حسب ما جاء اليوم الاثنين في بيان لمصالح الوزارة الأولى. وهذا ما أكده الوزير الأول للبلاد عبد المالك سلال، حيث قال في رسالة الطمأنة التي وجهها للشعب الجزائري في يوم 20 ماي: (يتابع رئيس الجمهورية المتواجد في فترة نقاهة بفرنسا يوميا نشاطات الحكومة في انتظار عودته لمواصلة مهامه خدمة للجزائر والأمة). وكان رئيس الجمهورية قد أعلن يوم 2 ماي الماضي في رسالته عشية اليوم العالمي للصحافة (3 ماي) عن قراره (ترسيم يوم وطني للصحافة أسوة بالفئات المهنية والاجتماعية الأخرى تخليدا لتاريخ صدور أول عدد من جريدة (المقاومة الجزائرية) في 22 أكتوبر 1955 الناطقة باسم جبهة وجيش التحرير الوطني). وفي ذات السياق، قام رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في الآونة الأخيرة بتكليف بعض الوزراء ورجال الدولة لتمثيله في عدة محافل دولية، منها قمة الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الأثيوبية أديس أبيبا، حيث كلف الوزير الأول عبد المالك سلال لتمثيله هناك، كما قام بتكليف بعض الوزراء، على غرار عبد القادر مساهل ومراد مدلسي بتمثيله في بعض المحافل والمنتديات الإقليمية والعالمية. فرنسا: "بوتفليقة بخير.." وللتذكير، كان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قد أفاد أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يقضي حاليا فترة نقاهة بدار المصابين (أنفاليد) في باريس، مشيرا إلى أنه لا يدري (متى سيعود إلى الجزائر). وقد استرسل الرئيس الفرنسي في حوار أجراه مع الفضائية الفرنسية (فرانس 24) وإذاعة فرنسا الدولية، و(تي في 5)، أن بوتفليقة (يقضي فترة نقاهة في مؤسسة صحية في قلب العاصمة الفرنسية باريس يشرف عليها الجيش)، مؤكدا أنه لا يدري متى سيعود الرئيس بوتفليقة إلى بلاده الجزائر، ومنبها إلى أن مسألة العودة إلى الجزائر تعني الرئيس بوتفليقة ولا تعني غيره. ورفض الرئيس الفرنسي في حديثه الصحفي التعليق على صحة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، مؤكدا أنه يقضي فترة نقاهة بباريس ويتلقى العلاج الضروري في مصحة خاصة تابعة لوزارة الدفاع الفرنسية، مشيرا إلى أنه يتمنى له العودة قريبا للجزائر. واستغل هولاند الفرصة ليقول إن علاقاته ببوتفليقة ومع الجزائر (جيدة)، معتبرا أن (لا خطر على الجزائر)، جراء مرض الرئيس أو بسبب ما يجري من أحداث وتقلبات في العالم العربي، في إشارة إلى الاستقرار الذي يميز الجزائر، وصيرورة مؤسساته العادية. وأكد تصريح الرئيس الفرنسي حول مكان تواجد رئيس الجمهورية ما تطرق إليه مؤخرا الوزير الأول عبد المالك سلال، وبعض رجال الدولة، بعدما تضاربت التقارير الإعلامية في الفترة الأخيرة لدى تناولها خبر صحة الرئيس بوتفليقة. ونقل الرئيس بوتفليقة للعلاج بالمستشفى فال دو غراس العسكري بباريس يوم 27 أفريل الماضي إثر تعرضه إلى ما وصف ب(نوبة إقفارية عابرة)، (لم تترك أثارا خطيرة).