شهدت بلدية مكيرة الواقعة في الجهة الجنوبية الغربية لولاية تيزي وزو، أكبر عدد من الاحتجاجات خلال شهر رمضان الفارط بمقارنتها ببقية البلديات، حيث أغلق مقر البلدية لعدة أيام من طرف سكان عدة قرى احتجت على المشاكل التي تواجهها في مختلف المجالات، لكن السبب المباشر الذي أخرج السكان تحت حرارة الشمس المرتفعة وفي شهر الصوم كان العطش وغياب المياه عن حنفيات العائلات لعدة أسابيع وفي قرى أخرى لعدة أشهر. ومن بين القرى التي تعيش الجحيم بسبب غياب هذا العنصر الحيوي في المنطقة، توجد قرية أيت مسعود التي تقع في أقصى البلدية وتربطها حدود مع بلدية تيمزريث في بومرداس وتقع في وسط جبال سيدي علي بوناب، السكان أكدوا خلال احتجاجهم الذي أغلقوا به مقر البلدية لمدة تقارب أسبوعا كاملا أنهم يواجهون أزمة الماء الشروب منذ 8 أشهر كاملة هذه المدة جفت فيها الحنفيات بشكل تام، وقبلها كنات القرية تواجه صعوبات في توفر المياه بشكل متقطع. إلا أن التسربات التي تعرفها شبكة توصيل المياه والتي يعود وجودها إلى عشرات السنوات، لم تعد قادرة على توصيل الماء إلى العائلات التي تسكن على ارتفاع شاهق، كما يقوم بعض المواطنين الذين يسكنون في المناطق المنخفضة بقرصنة المياه من أجل سقي الحقول والمواشي، ويتم بذلك منع وصول المياه إلى بقية المناطق. وقال السكان إنهم طالبوا الجزائرية للمياه وكذا سلطات البلدية والدائرة بالتدخل من اجل إعادة تجديد الشبكة وربط المنطقة بقنوات توصل المياه اليهم، خاصة وأن الآبار تجف كلها تقريبا في فصل الصيف وتبقى فقط بعض الينابيع التي تبعد كثيرا عليهم. ولكي يتمكنوا من جلب مياهها عليهم استعمال الجرارات والسيارات لأنها بعيدة جدا، وكانت السلطات قد وعدتهم قبل حوالي سنتين بتسطير مشروع جديد خاص بتوفير الماء الشروب إلا أنه لا شيئ تحقق في الواقع. ليقوم السكان بغلق مقر البلدية في عز ايام الصوم والحرارة الشديدة من اجل تحريك السلطات للقضاء على هذا المشكل الذي حول حياتهم إلى جحيم لا يطاق. ومن جهة أخرى قام سكان قرية امليكشن بمكيرة بالاحتجاج بطريقة خطيرة وسابقة من نوعها، حيث احتجزوا المير لمدة يوم كامل داخل إحدى المكاتب مع غلق مقر البلدية بسبب مشاكل تواجهها القرية ومنها الماء الشروب الذي نقص كثيرا، وقد تدخلت قوات الدرك الوطني لتحرير المير، إلا أن مقر البلدية بقي مغلقا لعدة أيام من طرف السكان وسكان قرية بوغرازل هم الآخرون قاموا بغلق مقر بلدية مكيرة بسبب الماء أيضا. هذه الاحتجاجات التي لم تفارق بلدية مكيرة منذ بداية شهر رمضان أثرت كثيرا على سير عمل البلدية، ومن بين الأمور التي ظهر عليها التأثر نجد قفة رمضان التي تحولت إلى قفة عيد، حيث لم تتمكن السلطات من توزيعها أو حتى اقتنائها بسبب الشلل الذي اصاب مقر البلدية لأيام كثيرة خلال هذا الشهر. وجدير بالذكر أن بلدية مكيرة تصنف ضمن أفقر بلديات ولاية تيزي وزو، وتضم أكبر جيوب الفقر والحرمان.