تعاني العائلات القاطنة بحي صحراوي التابعة لدائرة الأربعاء شرق ولاية البليدة، عزلة تامة بسبب غياب مشاريع التنمية وعلى رأسها تهيئة الطرقات التي تحولت مع مرور الوقت إلى حفر عميقة يصعب اجتيازها في فصل الشتاء أين يضطر سكان المنطقة وخاصة المتمدرسين لانتعال أحذية بلاستيكية للتنقل عبر طرق هذا الحي الذي عرف مؤخرا نموا سكانيا كبيرا بسبب عودة النازحين الذين هجروا منازلهم خلال العشرية السوداء فيما يصنع الغبار المشهد في فصل الصحو. ولا تتوقف مشاكل السكان عند هذا الحد حيث أصبح مشكل النقل من أولويات مطالب سكان هذه المنطقة إذ يضطر هؤلاء إلى الانتظار طويلا عبر الطريق رقم 1 الرابط بين مدينتي مفتاح والأربعاء للتنقل إلى مناطق مجاورة، ويجبرون في العديد من المرات إلى كراء سيارات (كلوندستان) للتنقل مما يكلفهم مصاريف إضافية هم في غنى عنها، خاصة وأن المركبات التي تعمل عبر هذا الخط تعرف حالة اهتراء كبيرة ناهيك عن غياب النوافذ وحتى كراسي ليجبر السكان على السير على الأقدام في بعض الحالات، ضف إلى ذلك انعدام محطة لنقل المسافرين حيث لجأ الناقلون الخواص إلى تخصيص مساحات للتوقف ليعج المكان بفوضى عارمة راح ضحيتها مستخدمي حافلات وسيارات النقل. ليصنع غياب المرافق الترفيهية و الرياضية شكل آخر من المعاناة يتقاسمها سكان هذا الحي وهي المرافق التي يطالب بها السكان وخاصة الشباب قصد تخليصهم من جحيم البطالة. ومن جهة أخرى يشتكي أولياء التلاميذ الجدد في الطور الثانوي والمتوسط من صعوبة كبيرة في التنقل إلى مؤسساتهم التربوية، وهذا ما سبب الكثير من المصاعب لدى هؤلاء التلاميذ بالنظر إلى بعد المسافة التي يقطعونها يوميا من أجل الوصول إلى مقر تمدرسهم بالأربعاء التي تبعد عن هذا الحي ب 4 كلم، حيث يضطر البعض إلى استعمال حافلات النقل الخاص حتى يصل إلى هذه المؤسسة التعليمية، وإلى أن تنظر السلطات المحلية في مشاكل هؤلاء تبقى معاناتهم قائمة.