يشتكي سكان بعض أحياء الدارالبيضاء من غياب بعض المرافق وانعكاس ذلك سلبا على حياتهم، رغم أن بلديتهم تعتبر من أكثر بلديات العاصمة ثراء، حيث أشار سكان حي عبان رمضان إلى انعدام التهيئة والمرافق الضرورية التي ينتظرونها منذ سنوات، مؤكدين أن عهدة المجلس الحالي شارفت على الانتهاء دون تحقيق مطالبهم. وخص هؤلاء بالذكر مشكل غياب أي وسيلة للنقل، رغم قرب الحي من مطار الجزائر الدولي، الأمر الذي أرهقهم كثيرا خاصة العمال منهم والطلبة، الذين أكدوا أنهم يواجهون مصاعب كثيرة أثناء الخروج والدخول إلى الحي الذي وجد فيه أصحاب سيارات ''الكلوندستان'' ضالتهم، من خلال استنزاف جيوب المواطنين. وما زاد من متاعب السكان هو عدم تهيئة الحي، خاصة الطريق الرئيسي الذي يوجد في وضعية لا يُحسد عليها، رغم أن عملية تهيئته لم يمر عليها وقتا طويلا، بسبب أشغال توصيل الغاز الطبيعي التي قام بها أحد المقاولين والذي قام بعملية الحفر دون إعادة الأمور إلى حالتها الطبيعية، ما يغرق الحي في الأوحال وبرك المياه في فصل الشتاء، حيث يصعب على المواطنين الدخول إلى مساكنهم إلا بعد انتعال أحذية بلاستيكية، من جهة أخرى، أشار السكان إلى تهاون القائمين على العيادة متعددة الخدمات التي لا تحترم أوقات العمل وتغلق أبوابها مبكرا بسبب غياب الرقابة، مما يضطر السكان في حالة إصابتهم بوعكة صحية للتنقل إلى بلدية الرويبة قصد المعالجة، كما تتأخر الحماية المدنية في القدوم إلى الحي إذا ما استُدعيت لأمر طارئ، رغم أن مقر الوحدة يقع قريبا من الحي أي بالدارالبيضاء. وفي السياق، أوضح السكان أن حيهم يشكو عدم الاهتمام به منذ سنوات ولا يزال يفتقر إلى المرافق الضرورية، على غرار مركز للبريد، صيدليات، سوق، مكتبة جوارية، فضلا عن بناء ثانوية بالحي لتخفيف متاعب تنقل التلاميذ إلى الثانوية الوحيدة الواقعة وسط بلدية الدارالبيضاء. بدورهم، يطالب سكان حي بن عمار من السلطات المحلية فك العزلة عنهم وتوفير النقل الذي يشهد نقصا كبيرا، الأمر الذي فرض عليهم العزلة منذ توسيع مطار الجزائر الدولي الذي أصبح حاجزا يفصل الحي عن باقي إقليم بلدية الدارالبيضاء، فلا يمكن لسكان هذا الحي الذهاب إلى بلديتهم البعيدة بمائة متر فقط عن مطار الجزائر، إلا بعد خروجهم منها والذهاب إلى حمادي على بعد كيلومترات، لمعاودة الدخول بعدها إلى بلديتهم. وفي هذا الإطار، سطرت السلطات المحلية للدار البيضاء مشاريع تنموية لحيي عبان رمضان وبن عمار، حيث تنتظر طلبات المهتمين لفتح خطوط النقل وحل هذا المشكل نهائيا، بينما تعطلت مشاريع أخرى على غرار تهيئة حي عبان رمضان بسبب عدم توصيل الغاز الطبيعي، إلا أن السكان يتساءلون إن كانت الفترة المتبقية من العهدة الحالية كافية لتجسيد المشاريع التي انتظروها لسنوات، أم أن هذه المشاريع ستكون ضمن برنامج الحملة الانتخابية القادمة للمسؤولين المحليين.