والدة السِّيسي المغربية وراء مقاضاته غدا السيسي يهودي الأصل.. ومهدد بفقد الجنسية المصرية رفع مواطن مصري، يدعى حامد صديق، دعوى قضائية يطالب من خلالها بإسقاط الجنسية المصرية عن الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة باعتباره يهودي الأصل حسب الدعوى والمستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت. وارتَكَزَت الدعوى القضائية على كون الفريق السيسي مولودا لأم يهودية مغربية الجنسية، تدعى مليكة تيتاني، مولودة بالمغرب وتنازلت عن جنسيتها المغربية لتحصل على الجنسية المصرية خلال عام 1958، وفيما يخص المستشار عدلي منصور فإن والدته تحمل الجنسية الأمريكية. القضاء المصري استجاب للدعوى وحدد جلسة اليوم الأحد من أجل الشروع في مسار التقاضي ضمن القضية الحاملة لرقم 67434 .. وقد اتَّهم رافع الدعوى وزير الدفاع ب (اختطف الرئيس المنتخب محمد مرسي ليرغمه على الاستقالة، وهو ما ثبت بعدم صدور قرار بعزل الرئيس مرسى، أو إقالته، من المجلس الأعلى للقوات المسلحة ولم يتم نشر ذلك بالجريدة الرسمية) وفق صك المطالب بالمحاكمة. "السيسي".. الحاكم الفعلي لمصر وصفت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية الجنرال عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، بأنه الحاكم الفعلي لمصر، معتبرة أن صورته بالزي المدني تعد إشارة إلى كونه ليس فقط جنرال، وإنما قائد مدني، مما يعزز من طموحات ترشحه لرئاسة مصر. وأشارت إلى أن (السيسي) (57 سنة) باعتباره (الجندي غير المشهور الذي لم يكن معروفًا عندما عينه محمد مرسي، الرئيس الإسلامي، وزيرًا للدفاع في أوت العام الماضي، لكنه الآن يعتبر (المخلّص) في أعين الكثيرين في مصر، فجيشه هو الذي أسقط مرسي في جويلية ، وهو الذي شن حملة دموية على معارضيه مما أسفر عن سقوط المئات من أنصار الإخوان قتلى)، مؤكدة أن الجنرال السيسي هو الحاكم الفعلي للبلاد الآن. وقالت الصحيفة في تعليق كتبته مراسلتها في القاهرة، هبة صالح، إن (السيسي) كان محبوبًا داخل الجيش بسبب إجراءاته لتسهيل حياة الضباط الأقل رتبة، أما الآن فقد أصبح شعبيًا أمام الرأي العام، يلقي خطبه بطريقة حميمية، مستخدمًا العامية ومتجنبًا رفع صوته، (يريد أن يظهر نفسه رمزًا أبويًا استشرف الحرب الأهلية وحاول تجنبها بعد أن تجاهل مرسي نصائحه). وأوضحت أنه من المحتمل أن يفوز (السيسي) الآن بأي انتخابات، ليس فقط بسبب استطلاعات الرأي وهي جزء من حملة الجيش التي تشير إلى ذلك، وإنما أيضًا بسبب صوره الموجودة في كل مكان، ومعجبيه الذين يعلقونها على السيارات والمحلات والمباني، فضلا عن الأغاني في التليفزيون التي تعتبره (بطلا)، بنظارته السوداء دائمًا، وكما وصفته السيناتور الأمريكي ليندسي جراهام بعد زيارة لمصر، يبدو (السيسي) (مدمنًا للسلطة بشكل ما). وينكر (السيسي) رغبته في دخول سباق الانتخابات، وعلى حد قول "فاينانشيال تايمز"، بالتأكيد لا يريد الجيش أن يكون مسؤولًا عن الحكم، لكن العسكر الذين يحكمون مصر الآن في فترتها الانتقالية يظلون هم الأقوى، والسؤال أصبح ما إذا كان (السيسي) سيحكم من الكواليس أم من أمام العرش؟. قصة حياة السيسي وتسرد الصحيفة قصة حياة (السيسي)، مولود في القاهرة، تخرج عام 1977 من الأكاديمية العسكرية، وكان أصغر من اللازم فلم يشارك في حروب مصر مع إسرائيل، لكنه ترقى حتى خدم كقائد للمنطقة الشمالية، وخلال سفره للخارج كان (السيسي) الملحق العسكري لمصر في السعودية، التي أصبحت الحليف الأقرب لمصر . وبعد 2011، عين السيسي رئيسًا للمخابرات الحربية. ووصفته الصحيفة البريطانية بأنه (رجل عسكري نموذجي، يتشارك الأفكار القومية الحديثة مع مؤسسات الدولة)، كما أنه معروف بأنه (مسلم متدين)، وهكذا اعتبر الكثيرون أنه سيكون القائد الأمثل للجيش تحت حكم مرسي الإسلامي، مشيرة إلى أن زوجة "السيسي" ترتدي الحجاب الإسلامي الذي ترتديه معظم المصريات الآن، فيما ترتدي إحدى بناته النقاب. ونقلت عن أحد الدبلوماسيين الغربيين قوله إن (السيسي) (كان أيديولوجيًا موافقا على أن يكون للإسلام دور أكبر في الحياة العامة، فهو نفسه يعتمد كثيرًا على الله، وحفظ القرآن وهو صغير). أما البروفيسورة شريفة زهر، التي درّست ل(السيسي) عام 2006، عندما أمضى عامًا في زمالة مع الجيش الأمريكي في كلية الحرب الأمريكية في بنسلفانيا، فقد قالت إن (السيسي) كان متدينًا معتدلًا، (لم يكن متشددًا، فهو يتحدث مع النساء، ولا يعطي المواعظ للناس أينما ذهب، على العكس من ضابط سعودي كان يتدرب لدينا هنا)، مضيفًا أن (السيسي)، (تقي كالمصريين العاديين). وقالت الصحيفة إنه بالرغم من الضغوط من نخب حقبة مبارك لإنهاء رئاسة مبارك، إلا أن (السيسي) كان من بين الأواخر الذين تحولوا لفكرة الانقلاب عليه، ربما خوفًا من العواقب، لكنه أصبح الفائز بعد غرق مصر أكثر في الخلافات والانقسامات وميل مرسي إلى المتشددين أصحاب الخلفيات الجهادية.