طوارئ "حماسية" لمواجهة الوضع الاقتصادي المتردّي في غزّة انقلاب مصر يحوّل حياة أبناء غزّة إلى جحيم حوّل انقلاب عسكر مصر على الرئيس المنتخب محمد مرسي وما أعقبه من (طغيان) وأحداث رهيبة حياة أبناء غزّة إلى جحيم لا يطاق، بالنّظر إلى شراسة الحصار الشديد الذي بات يواجهه أبناء القطاع الفلسطني المحاصر من كل الجهات. اشتدّ الخناق كثيرا على رقاب أبناء قطاع غزّة المحاصر بفلسطين المحتلّة وبات بحاجة إلى هبة تضامنية عالمية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظلّ تردّي الأواضع المعيشية لما يزيد عن المليون ونصف المليون نسمة في منطقة تكاد تُحرم حتى من نسمات الهواء. صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية ذكرت أن الاضطرابات التي تجتاح العالم العربي حاليًا قطعت بالفعل جميع خطوط الاتّصالات بين حركة (حماس) وأهمّ دولتين تؤيّداها وهما إيران وسوريا. وقالت الصحيفة في تقرير لها بثّته على موقعها الإلكتروني (إن انهيار جماعة الإخوان المسلمين بمصر بواسطة الحكومة الجديدة التي يدعمها الجيش بعد عزل الرئيس المنتمي للجماعة محمد مرسي أفقد حماس الدعم الاقتصادي والدبلوماسي الحاسم الذي كانت تتلقاه من القاهرة)، وأفادت بأن وزراء حكومة (حماس) التي تدير قطاع غزّة يعكفون يوميًا على عقد الاجتماعات لمناقشة الوضع الاقتصادي المتردّي، والذي تسبّب في عجز قيمته 250 مليون دولار، وذلك منذ أن دمّرت مصر المئات من أنفاق التهريب التي تربطها بغزة، وأضافت: (أنه نتيجة لذلك فكّر قادة حماس في اللّجوء إلى حركة فتح المنافسة لها لمساعدتها علي إبقاء الحدود المصرية مفتوحة، وهي الفكرة التي كان من الصعوبة للغاية تنفيذها في الماضي)، وفق ما ذكرت الصحيفة. واعتبرت الصحيفة أن هذه الضغوط المتنامية التي تتعرض لها حماس خلال الفترات الرّاهنة قد يتمخّض عنها تداعيات أكبر من المساحة التي تبسط نفوذها عليها، حيث أنها قد تصبّ في صالح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وفصيلته السياسية حركة (فتح) التي تسيطر على الضفّة الغربية المحتلّة، خاصّة وأن هذه التطوّرات تأتي في ضوء استئناف المحادثات مع إسرائيل برعاية واشنطن. وتعليقا على الموضوع، نقلت الصحيفة عن الباحث السياسي أكرم عطا اللّه قوله: (إن حركة حماس أشبه حاليا بالطفل اليتيم" فهي كانت تحلم في الماضي بأن يستولى الإسلاميون في العالم العربي على السلطة لكنها استفاقت عقب ذلك على حقيقة قضت على هذه الأحلام). تعزيزات أمنية مصرية مكثّفة على الحدود مع غزّة واصل الجيش المصري فى سيناء عمليات التمشيط والبحث عن الجماعات المسلّحة والعناصر المطلوبة لدى الجهات الأمنية فى جميع مدن وقرى شمال سيناء. وبلغ عدد المعتقلين الذين جرى القبض عليهم من الجماعات المسلّحة حتى الآن 88 مسلّحا بعد ضبط 10 أشخاص خلال 24 ساعة الماضية فى حى الكوثر بالشيخ زويد والعريش، والتي تمّ فيها ضبط خمسة عناصر مسلحة امس السبت. يأتي ذلك وسط توتّر على الحدود مع قطاع غزّة بعد قيام سلاح المهندسين بتدمير غالبية الأنفاق الكبيرة التي كانت المتنفّس لقطاع غزّة، ما أدّى الى قيام الجيش المصري بالدفع بمزيد من القوّات والمدرّعات على الشريط الحدودي ومناطق الأنفاق خشية من تسلّل أو اقتحام أيّ عناصر فلسطينية للحدود المصرية. وقال شهود عيان لوكالة الأنباء الالمانية أمس الأحد إن هناك انتشارا أمنيا من القوّات المصرية على طول الشريط الحدودى مع غزّة وخاصّة المناطق التى تكثر فيها الانفاق. وصرّح مصدر أمني مصري مسؤول بأن السلطات المصرية واصلت فتح معبر رفح الحدودي مع غزّة لليوم الثانى على التوالى ولمدّة 4 ساعات ومن الاتجاهين للحالات الإنسانية والمرضية. "حماس" تنفي إقامة معسكرات تدريب مع الإخوان نفت حركة (حماس) أمس الأحد تقارير إعلامية مصرية عن إقامتها معسكرات لتدريب عناصرها بشكل مشترك مع عناصر من جماعة الإخوان المسلمين في جنوب قطاع غزّة. وقال سامي أبو زهري الناطق باسم (حماس) في بيان صحفي: (تعبّر الحركة عن استيائها البالغ من استمرار دور الإعلام المصري في ضخّ التقارير الكاذبة التي كان آخرها المزاعم حول إنشاء مراكز تدريب للقسام وعناصر إخوان مصر في جنوب قطاع غزّة). وأضاف أبو زهري: (تنفي حماس هذه الادّعاءات وتعتبرها أكاذيب تستهدف التحريض على شعبنا الفلسطيني وقوى المقاومة وتبرير الحملة غير المبررة ضد الأنفاق والإغلاق شبه الكامل لمعبر رفح). وفي سياق آخر، أعلن النّاطق باسم حكومة (حماس) المقالة في غزّة إيهاب الغصين أن حكومته تتابع العمل لبلورة شراكة وطنية لإدارة قطاع غزّة. ونقلت وكالة أنباء (صفا) المحلّية عن الغصين قوله إن دعوات ستوجّه خلال الأيّام القادمة للشخصيات والفصائل الفلسطينية للمشاركة في إدارة القطاع بناء على مبادرة رئيس الحكومة إسماعيل هنية، وأضاف: (سنوجّه الدعوات خلال أيّام وبناء على ردود الفصائل والشخصيات سنعقد اجتماعات وورش عمل لبلورة رؤية لشكل المشاركة في إدارة القطاع).