يعيش قطاع غزة ظروفا صعبة بعد أن دمرت مصر 80% من الأنفاق وضيقت حركة مرور المسافرين والبضائع، وقالت وكالة الأناضول إنه للمرة الأولى منذ سنين طويلة، يشعر أصحاب أنفاق التهريب في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، بوجود تهديد حقيقي بقرب اندثار “ظاهرة الأنفاق”، التي عجز نظاما الرئيسين الأسبق حسني مبارك والمعزول محمد مرسي في اجتثاثها. ويقول أصحاب أنفاق لوكالة الأناضول في جنوبغزة إن الجدية التي يهدم بها الجيش المصري تلك الأنفاق تشعرهم بالقلق الشديد، وتؤكد لهم أن الأنفاق في فصلها الأخير. من جهتها أكدت صحيفة “الجارديان” البريطانية أن عزل محمد مرسي من قبل الجيش المصري أثر بالسلب في حياة المواطنين في غزة، فالسلطات الجديدة تشن حملات للقضاء على التجارة السوداء التي تعتبر شريان الحياة لسكان غزة، وتدمير الأنفاق التي يمرر منها الفلسطينيون السلع والمواد الغذائية والوقود وغيرها من الاحتياجات اليومية، وهى تمثل لهم إمدادات حيوية لتشغيلهم. وأوضحت الصحيفة أن مصر دمرت نحو 80% من الأنفاق لكي تستعيد سيطرتها على منطقة سيناء، حيث يبلغ عدد الأنفاق بين مصر وغزة نحو 1000 نفق، ويعمل بها أكثر من 7 آلاف شخص يوفرون لحكومة حماس إيرادات في شكل ضرائب تمثل 40% من إيرادات الحكومة، فسكان غزة البالغ عددهم 1.7 مليون نسمة تمثل الأنفاق لهم شريان الحياة الاقتصادية في القطاع المحاصر. وقالت حكومة “حماس” في القطاع إن الجيش المصري صعَّد أخيرا حملته لإغلاق أنفاق التهريب مع القطاع ل “أسباب سياسية”. وذكر المتحدث باسم حكومة حماس إيهاب الغصين في تصريحات للصحفيين في غزة، أن حملات إغلاق الأنفاق شهدت تزايدا ملحوظا خلال الأيام الأخيرة، معتبرا أن ذلك يتم ل “أسباب سياسية معينة”. وشدد الغصين على وجوب توفير بديل تجاري رسمي لأنفاق التهريب قبل الإقدام على إغلاقها، مشيرا إلى أن اتصالات مكثفة تجرى مع الجهات المصرية في هذا الإطار. وتحدث الغصين عن أزمة وقود حقيقية في قطاع غزة بسبب إغلاق ووقف عمل أنفاق التهريب، محذرا من تأثيراتها الخطيرة على مختلف جوانب الحياة في القطاع الساحلي. وحذّرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا من كارثة إنسانية في غزة جراء قيام الجيش المصري بهدم الأنفاق، ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف ما وصفتها بالإجراءات العدائية تجاه القطاع. وقالت المنظمة إن الجيش المصري “يفرض منذ 4 جويلية الجاري قيودا مشددة على حركة مرور الأفراد والبضائع عبر معبر رفح منفذ قطاع غزة الوحيد إلى العالم، والذي يربط مصر بالقطاع، كما قام بتعزيز قواته على الحدود مع القطاع بالتنسيق الكامل مع قوات الاحتلال، حيث قامت وحدة الهندسة في الجيش بهدم الأنفاق التي تغذي القطاع بالوقود والمواد الغذائية ومواد البناء”.