تحولت عملية التنقل في بلادنا في الآونة الأخيرة إلى أمر صعب محفوف بالمخاطر، فحتى ولو كانت المسافة قصيرة إلى وجهتنا إلا أن استعمال حافلات النقل الخاص، تحولها إلى مغامرة حقيقية، فالمئات من المواطنين يعايشون يوميا هذه المغامرة عبر هذه الحافلات التي حولت الوصول إلى مقر العمل أو إلى أي وجهة آخر أمرا خطيرا، بسبب الحالة المتدهورة للحافلات وكذا السرعة الفائقة التي يعتمدها هذه الأخيرة من اجل التسابق على اصطياد الزبائن.. تكرر الحديث مؤخرا عن تضاعف حوادث المرور بشكل خطير جدا، خاصة خلال هذه السنة، حيث بلغت حوادث المرور ذروتها، خلال الصيف وفي رمضان بشكل خاص، ولقد ارجع العديد من المختصين أسباب تضاعف الحوادث إلى السرعة الفائقة، التي يعتمدها الكثير من الناقلين الخواص، من اجل الربح السريع والتنافس في اصطياد الزبائن مقابل أرواح المواطنين.. وتعتبر محطة تافورة من أهم محطات النقل بالعاصمة، ورغم أن مديرية النقل كانت قد أشرفت بإشراف مصالح ولاية الجزائر خلال الأشهر الماضية، في انجاز عملية تجهيز وإعادة تهيئة كاملة لهذه المحطة خاصة في محيطها الخارجي، وهذا يدخل ضمن تهيئة الواجهة البحرية لولاية الجزائر، إلا أن هذا الأمر الذي لقي استحسانا كبيرا من طرف مستعملي هذه المحطة، والتي تستقبل يوميا الآلاف من المواطنين، فان هذا الارتياح سرعان ما تبدد بسبب عدم تجديد حظيرة الحافلات الناشطة في هذه المحطة و التي ظلت على حالتها الكارثية التي تطبعها منذ سنوات طويلة.. فاستعمال النقل بهذه المحطة تحول إلى كابوس يومي يطارد المئات من المواطنين، الذين لا لاحيلة لهم، في ظل انعدام البديل فهذه المحطة هي الخيار الأخير أمامهم من اجل الوصول إلى مقرات عملهم، إلا أن عملية الوصول تكون محفوفة بالمخاطر في اغلب الأحيان، وتتحول إلى مغامرة حقيقية في حافلات النقل التابعة للخواص.. وفي هذا الصدد فلقد عبر لنا مستعملو خط تافورة –ذرقانة من الحالة المتدهورة التي تعرفها الحافلات الناشطة في هذا الخط،، فلقد بلغت مرحلة متقدمة من التدهور بحيث أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على المسافرين في هذه الخطوط، ولقد أكد لنا هؤلاء المسافرون، بان هذه الحافلات تعرف حالات تعطل كثيرة، بحيث لا تعد ولاتحصى حالات العطب التي تصيب هذه الحافلات خلال طريقها من تفاورة باتجاه ذرقانة، بحيث أحيانا يجد هؤلاء المواطنين أنفسهم في وسط الطريق السريع يواجهون خطرا حقيقيا خاصة اذا لم يتمكن صحاب الحافلة من الاستنجاد بزملائه من المحطة من اجل نقل الركاب و الاستفادة من ثمن التذاكر.. والمشكل لا يقف فقط عند حافلات ذرقانة وإنما يمس أيضا الحافلات التي تعمل على خطوط كل من برج البحري وعين طاية وسطاولي والشراقة، فالمأساة تتكرر بشكل يومي مع مئات المواطنين الذين يستعملون هذه المحطة المركزية.. فمئات المواطنين يعايشون الخطر بشكل يومي على حافلات الموت التي رغم حالة تدهورها الكبيرة إلا أن أصحابها لا يتوانون عن استعمال السرعة من اجل الوصول أولا إلى المواقف واصطياد الزبائن.. وعليه فان هؤلاء المسافرون يطالبون بشكل عاجل تجديد الحظيرة وكذا إجراء عملية غربلة كبيرة للحافلات الناشطة في خطوط محطة تافورة، التي تفتقد كليا للنقل العمومي، فلقد منحت للنقالين الخواص رخصة السيطرة التامة عليها و الاستفراد بالمسافرين.. ومحطة تافورة ليست حالة فريدة في سيطرة الناقلين الخواص بحافلتهم المهترئة التي حولت المواطن إلى مجرد سلعة، فهناك أيضا ساحة الشهداء، و التي رغم تواجد حافلات الايتوزا عبرها إلا أنها لم تستطع كبح جماح الناقلين الخواص.. لذا فان اغلب المسافرين الذين التقينا بهم عبر محطات النقل بالعاصمة، عبروا لنا عن تأسفهم من الحالة المزرية التي يعايشونها بشكل يومي في محاولة إيجاد وسيلة نقل آمنة ومريحة، في ظل سيطرة الناقلين الخواص أصحاب الحافلات المهترئة والمستخفين بحياة المواطنين وبين النقص الفادح في حافلات الايتوزا التي لا تغطي إلا نسبة قليلة من النقل في العاصمة، بحيث ترك المواطن لوحده في مواجهة عصابات الناقلين الخواص..