ينظّم ملتقى حول الحياة الرّوحية للأمير عبد القادر يومي الخميس والجمعة المقبلين بمدينة الغزوات بولاية تلمسان، حسب ما علم أمس السبت من المنظّمين. وسيعكف خلال هذا الملتقى الذي بادرت به مؤسسة الأمير عبد القادر بمساعدة مديرية الثقافة لتلمسان واللّجنة الولائية المكلّفة بتنظيم التظاهرات والنّشاطات الثقافية والفنّية باحثون ومؤرّخون على إبراز الجانب الرّوحي الذي ميّز حياة ومسيرة الأمير. وسيتمّ التطرّق إلى مواضيع مختلفة لكنها تتعلّق جميعها بالحياة الرّوحية للأمير عبد القادر، منها »رسالة الأمير للوطن وللعالم«، »الحوار بين الديانات«، »الأمير عبد القادر وسيدي بومدين«، »معركة سيدي ابراهيم« و»الأمير عبد القادر رمز الجهاد الصوفي«. وأوضح رئيس المجلس العلمي لمؤسسة الأمير عبد القادر الدكتور زعيم خنشلاوي في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أنه »بالنّظر إلى كون الأمير عبد القادر ظاهرة وطنية وعالمية فمن الطبيعي والمعقول جدّا أن يخصّص لمؤسس الدولة الجزائرية الحديثة لقاء وطنيا آخر ينعقد يومي 30 سبتمبر والفاتح أكتوبر للتنقيب عن خبايا الحياة الرّوحية لأمير التصوّف«. وأضاف أن الأمير عبد القادر »لم يكن مجرّد عملاق من عمالقة الجهاد المقدّس والمقاومة الوطنية، لكنه كان أيضا قائدا متبصّرا طبع بحكمته القرن التاسع عشر في الشرق الأدنى والأوسط، فضلا عن منطقة القوقاز والقارّة الأوربية وحتى أمريكا اللاّتينية«، مشيرا إلى أنه »أذهل البابا بدفاعه عن المسيحيين في دمشق من منطلق تسامحه الإسلامي وشموخ عقيدته«. وذكر الدكتور خنشلاوي الباحث في أنثربولوجيا الأديان والمختصّ في التصوّف أن »الأمير عبد القادر قام بتحمّل أمانة دينية ودنيوية لوطنه وللعالم«، مضيفا أنه »معروف بكونه أمير الرّحمة والشفقة ورسول السلام ومؤسّس حوار الحضارات وأوّل داعي إلي احترام حقوق الإنسان«. وعن الملتقى، أشار المتحدّث إلى أنه سوف يمتدّ عبر زيارة تكريمية للأماكن التاريخية المرتبطة بالمسار »الخارق« للأميرو مذكّرا بأنه »في سبتمبر من سنة 1845 بسيدي ابراهيم بالقرب من الغزوات تمّ القضاء على أحد السفّاحين ومجرمي الحرب المشؤومين سيّئ الذّكر المقدّم مونتانياك المسؤول عن عدّة مجازر في حقّ الجزائريين، والتي كان يتباهى بها من دون أدنى مروءة أو خجل«.