اشترط الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية توفر (ظروف مناسبة) للمشاركة في مؤتمر (جنيف 2)، بينها فتح ممرات إنسانية في المناطق المنكوبة وإطلاق النساء والأطفال المعتقلين بسجون النظام السوري، وضمان رحيل الرئيس بشار الأسد في المرحلة الانتقالية. ورفض الائتلاف بشكل قاطع مشاركة إيران في المؤتمر. اتّفقت مجموعة أصدقاء سوريا في ختام اجتماعها بلندن على استبعاد الأسد من سلطة انتقالية محتملة بمقتضى اتّفاق ربما يتم التوصل إليه في المؤتمر. وعرض أحمد الجربا في مؤتمر صحفي عقب اجتماع وزراء خارجية دول أصدقاء سوريا بلندن جملة مطالب قال إنه يتعين تنفيذها حتى يحضر الائتلاف مؤتمر جنيف. وتتصدر تلك المطالب فتح ممرات إنسانية لأكثر من مليون مدني محاصرين بالغوطة الشرقية ومحاصرين آخرين في حمص القديمة، وأوضح أن الهيئة العامة للائتلاف ستجتمع في غضون الأيام العشرة المقبلة، وستعلن قرارها بشأن المشاركة في المؤتمر. ورفض الجربا بشدة مشاركة إيران المحتملة بمؤتمر جنيف، متهما إياها بالمشاركة في قتل السوريين من خلال الحرس الثوري، بالإضافة لحزب الله اللبناني، ولواء أبي الفضل العباس (الشيعي). كما انتقد المعارض السوري بشدة الدول الغربية التي قال إنها تريد من الائتلاف بيع دماء الشعب السوري، مشيرا إلى عدم تلبيتها مطالب المعارضة بفرض حظر طيران، وتراجعها عن توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد بعد هجوم الغوطة الكيميائي في 21 أوت الماضي، ودعا إلى وضع جدول زمني للمفاوضات وألا تكون مفتوحة، كما طالب بتنفيذ أي اتفاق محتمل ضمن الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة. وكان المجلس الوطني السوري -وهو المكون الرئيس للائتلاف- أعلن مؤخرا مقاطعته مؤتمر جنيف لما يتعرض له المدنيون من حصار وهجمات يومية. من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري بمؤتمر صحفي إثر انتهاء اجتماع بلندن لوزراء خارجية المجموعة التي تضم 11 دولة إنه يجب التفاوض لإيجاد بديل للأسد، ووضع ترتيبات الحكم، وشكل الحكومة الانتقالية المحتملة، وأضاف أن الأسد خسر كل شرعية للحكم، وبالتالي لا مجال لاستمراره ضمن السلطة الانتقالية، قائلا إن الحكومة يجب أن تشكل (بتوافق) بين أطراف بالنظام الحالي والمعارضة. وجاءت تصريحات كيري بعيد مؤتمر صحفي مماثل لنظيره البريطاني وليام هيغ أكد فيه بدوره أن مجموعة (أصدقاء سوريا) اتفقت على ألا يكون للأسد دور بسلطة انتقالية محتملة. وحث الأخير الائتلاف الوطني السوري على المشاركة بالمؤتمر المرتقب، وقال إن الأمر الأكثر أهمية هو التوصل إلى اتفاق دبلوماسي في جنيف. وتابع هيغ أنه يتعين أن يكون هناك قبول من النظام والمعارضة للتسوية المحتملة التي قد يفضي إليها المؤتمر، لكنه أقرّ بالصعوبات التي تعترض طريق الحل السياسي للأزمة. وفي تصريحاته بلندن، قال وزير الخارجية الأمريكي إن الهدف من مؤتمر جنيف الثاني تطبيق مقررات اتفاق جنيف الأول الذي عقد في جوان 2012. وانتهى ذلك المؤتمر باتفاق يقضي بتشكيل حكومة انتقالية، لكنه لم يحدد مصير الأسد. وقد ظل حبرا على ورق. وشدد كيري على أنه لا سبيل لإنهاء الصراع الحالي في سوريا إلا تسوية سياسية تؤدي إلى قيام سلطة انتقالية يقبل بها الجميع، ويكون من مهامها الرئيسية قيادة البلاد إلى انتخابات تعددية، وقال أيضا إن كامل الصلاحيات التنفيذية التي يتمتع بها الأسد الآن يجب أن تنتقل إلى الحكومة الانتقالية، رافضا احتمال أن يتحكم الأسد بهذه الحكومة من وراء ستار. في موضوع آخر، أفاد المركز الإعلامي السوري بأن السلطات السورية أفرجت عن الدفعة الأولى من المعتقلات السوريات ضمن صفقة الإفراج عن اللبنانيين التسعة الذين كانوا محتجزين في سوريا مقابل الإفراج عن طيارَيْن تركيين ومعتقلات سوريات في سجون النظام الحاكم في دمشق. وذكر المركز الإعلامي السوري أن المفرج عنهن ثلاث عشرة امرأة، دون الإفصاح عن عدد المعتقلات الأخريات المقرر إطلاق سراحهن مستقبلا ضمن الصفقة نفسها. وقبل يومين كان لواء عاصفة الشمال قد اشتكى من أن نظام بشار الأسد لم يفرج عن المعتقلات السوريات اللائي كان يفترض إطلاق سراحهن مقابل اللبنانيين التسعة الذين كان يحتجزهم اللواء في إعزاز بريف حلب، مطالبا الطرفين التركي والقطري بالالتزام بإتمام صفقة التبادل الضامنين لها. الإبراهيمي يواصل تحركاته تحضيرا ل "جنيف 2" في موضوع ذي صلة، أعلنت الأممالمتحدة أن المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي سيعقد مطلع الشهر المقبل اجتماعا جديدا مع مسؤولين أميركي وروسي، وذلك في إطار جولته التحضيرية لمؤتمر (جنيف 2) التي شملت حتى الآن القاهرة وبغداد والكويت وسلطنة عمان. فقد أعلن المتحدث باسم الأممالمتحدة مارتن نسيركي أن هذا الاجتماع التحضيري سيعقد في جنيف في 5 نوفمبر المقبل، و(سيليه في اليوم نفسه اجتماع يضم ممثلين للدول الثلاث دائمة العضوية الأخرى في مجلس الأمن الدولي) (فرنسا وبريطانيا والصين)، لكنه لم يعط أي إيضاحات عن مستوى التمثيل. وسبق أن عقدت اجتماعات تحضيرية عدة في جنيف ولاهاي ونيويورك عموما على مستوى نائب وزير الخارجية أو مساعد وزير الخارجية. وتسعى الولاياتالمتحدة وروسيا منذ أشهر عدة إلى الدعوة لمؤتمر سلام حول سوريا يعرف ب (جنيف 2)، لكن موعده أرجئ مرات عدة بسبب خلافات حول المشاركة والأهداف. وطرح موعد 23 أو 24 نوفمبر المقبل لعقد (جنيف 2)، لكن الأممالمتحدة تؤكد أن أمينها العام بان كي مون هو الذي سيوجه الدعوات، ولم يفعل ذلك بعد.